الزراعة بدون تربة..طفره العصر !
الزراعة هي أحد أقدم وأهم المهن التي عمل بها الإنسان في التاريخ، فقد اعتمد عليها في بناء الحضارة الإنسانية من الأساس، ونظرا لأهمية الزراعة في توفير الغذاء للبشر فقد أولت العديد من الحكومات في مختلف دول العالم اهتماما كبيرا بتطوير قطاع الزراعة لسد العجز الغذائي بين مواطنيها وتصدير الفائض، مما دفع إلى ظهور الأنواع المبتكرة والغير تقليدية للزراعة مثل الصوب الزجاجية والزراعة بدون ماء .
تحتاج الزراعة التقليدية إلى توافر العديد من العناصر الأساسية مثل الأرض والأسمدة والبذور والماء بالإضافة إلى العنصر البشري المسئول عن رعاية الأرض وغرس البذور وحرث المحصول في مواعيده، لكن ظهرت خلال السنوات الأخيرة نوع جديد من الزراعة وهي الزراعة المائية، وقد انتشرت حول العالم بسبب إمكانيتها زراعة جميع أنواع الأراضي وحتى الصحراوية منها. وجذبت الزراعة المائية شريحة كبيرة من المزارعين لتجربتها واستغلالها لزراعة مساحات أكبر من المحاصيل الزراعية، وخاصة في الأراضي التي تعاني من مشكلة التصحر والانجراف، وتعتمد الزراعة المائية بدون تربة في مصر على الزراعة المائية من خلال الأنابيب، وهي تقوم بزراعة أنواع المحاصيل المختلفة.
:: مكونات الزراعة بدون تربة ::
تحتاج الزراعة المائية إلى توافر عدد من العناصر والمكونات الأساسية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع وضمان نجاحه واستمراره، وهذه العناصر تكون كالتالي:
1: حوض التفريغ :: وهو عبارة عن حوضين يتم استخدامهما في توفير الماء والغذاء للنبات، حيث يوضع الماء في واحد فيهم، فيما يحتوي الآخر على العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات من سماد وغيرها، ويتم التوصيل ما بين هذه الأحواض من خلال الأنابيب المائية التي تنتهي بمنحنى حوض التفريغ الذي يتم فيه تفريغ الماء فور خروجها من الأنابيب.
2: مضخة نقل الماء :: هذه المضخة تقوم بضخ الماء بكميات كبيرة لتغطي المساحة المزروعة بالكامل بحيث تتمكن من توصيل المياة إلى الأماكن البعيدة والمرتفعة، وتكون الزراعية المائية عبر بداخل الأنابيب التي يبلغ طولها تقريبا نصف طول الإنسان البالغ.
3: شبكة الأنابيب :: هذه الشبكة تقوم بتوصيل الأنابيب المائية إلى جميع الأماكل البعيدة في المساحة المزروعة، ويتراوح قطر الأنبوبة الواحدة ما بين 4 إلى 6 بوصة تقريبا، وهذه الأنابيب تكون مزودة ببعض الفتحات العلوية التي يتم وضع الشتلات فيها، وتكون مرتبة بشكل أفقي.
4: أصص الزرع :: هذه الأصص تكون عبارة عن أوعية مصنوعة من الطين يتم وضع الشتلات الزراعية فيها، وفي حالة الزراعة المائية فإن هذه الأصص تكون مثبت بها بعض الشتلات لكي تصل إلى تلك الشتلات في الفتحات الموجودة في نهاية هذه الأنابيب.
:: مواصفات الزراعة بدون تربة ::
تتصف الزراعة المائية بدون تربة بمجموعة كبيرة من الصفات الإيجابية التي شجعت المزارعين على استخدامها والاستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة، خاصة أصحاب المساحات الصغيرة من الأراضي الزراعية الراغبين في زيادة إنتاجهم، وهذه المواصفات نوضحها لكم في التقاط التالية:
-
من خلال هذا النوع من الزراعة يمكن الزراعة في أي مكان دون الحاجة إلى وجود تربة.
-
يجب الادخار في استعمال الماء بقدر الإمكان، كما يمكن الادخار في صناعة الأسمدة أيضًا.
-
في هذا النوع من الزراعة يتم استعمال الماء الزائد وكذلك الأسمدة الفائضة الزائدة من خلال الفتحات الموجودة في الشتلات.
-
لا تحتاج هذه الزراعة إلى القيام بأعمال الحراثة، التعشيب، التربة وغيرها وهذا يساعد في ادخار الوقت والجهد.
-
تساعد هذه الزراعة على حماية البيئة والحفاظ عليها، لأن هذه الزراعة تعتبر صديقة للبيئة بدرجة عالية.
-
هذا النوع من الزراعة لا يعطي فرصة لإصدار المنتج الزراعي أكثر من مرة في العام، وتقوم هذه الزراعة برفع مستوى الإنتاج وفق الرغبة.
-
هذا النوع من الزراعة أحد الطرق المبتكرة التي تعمل على رفع مستوى الانتاجية بالإضافة إلى التوفير في الماء والأسمدة.
:: خطوات زراعة الأسطح باستخدام المواسير بدون تربة ::
إقامة مشروع الزراعة المائية بدون تربة في مصر لا يمكن أن يتم دون التحضير له بشكل جيد مثل أي مشروع تجاري آخر، حيث يحتاج المشروع إلى تنفيذ مجموعة من الخطوات بالترتيب لضمان نجاح المشروع وعدم خسارة رأس المال، وتتمثل هذه الخطوات في التالي:
-
يجب اختيار الموقع المناسب الذي يساعد في تثبيت الإطار سواء كان ذلك في السطح أو في الساحة، بحيث يتم اختيار طول الأنابيب التي تتناسب مع المكان الذي يتم الزراعة فيه.
-
يتم تركيب الكثير من الخطوط الخاصة بالأنابيب ثم توصيل نهاية كل خط بالخط الذي يليه في الترتيب عن طريق استعمال الوصلات والأكواع المصنوعة من البلاستيك.
-
يتم ربط خطوط الإنتاج مع المضخات العالية التي تقوم بنقل الماء من الخزان محملا بالسماد والمغذيات الخاصة بالنبات، كما يجب مراعاة وضع الخزان في مستوى أعلى من مستوى الأنابيب.
-
يتم وضع مقادير من الحصى تهدف إلى تثبيت هذه الشتلات في الأواني الزراعية ويتم نقل هذه الأواني إلى موقعها في فتحات الأنابيب.
-
ينبغي الحفاظ على مراعاة تبديل الماء في هذه الشتلات مرة أو مرتين كل أسبوع ويكون ذلك بهدف ضمان عدم تكدس في الأملاح ورفع محتوى الماء من المغذيات.
:: مميزات الزراعة المائية ::
تتميز الزراعة المائية بالعديد من المميزات التي يفتقدها المزارعون في الزراعة التقليدية أو أي نوع آخر من أنواع الزراعة، وأبرز مميزاتها ما يلي:
-
تعمل الزراعة المائية على زيادة الإنتاج الزراعي من النباتات حيث تنتج 50 إلى 60 كيلو بالمتر الواحد.، وخاصة التي يتم الاعتماد عليها في غذاء الإنسان والحيوان، وبالتالي يسهل تحقيق الأمن الغذائي وتصدير الفائض إن وجد.
-
تتميز الزراعة المائية بسهولة ري المحاصيل نظرا لأنها موجودة أصلا في المياة.
-
تساهم الزراعة المائية على التقليل في معدلات العمالة الزائدة التي تستخدم في الزراعة التقليدية، وبالتالي فهي تقلل من التكاليف التي تثقل كاهل المزارعين الصغار.
-
يمكن استخدام الزراعة المائية في أي مكان فهي لا تحتاج إلى تجهيز وتمهيد التربة مثل ما يحدث في الزراعة التقليدية.
-
يقلل عدد الأيام التي تنضج فيها المحاصيل بشكل كبير كما أنه يتم الإنتاج طوال العام بخلاف الزراعة في التربة التي ترتبط بعوامل المناخ.
-
تعمل الزراعة المائية على التحكم في مقدار الغذاء والسماد التي يتم منحها للنبات، وبالتالي فهي تقلل نسبة الهدر في تلك الأسمدة والكيماويات حيث توفر 85% من الأسمدة.
-
توفر المياه من 85 إلى 90% عند زراعتها بالزراعة التقليدية
-
لا تحتاج الزراعة المائية بدون تربة إلى استعمال المبيدات الحشرية.
اضف تعليقا