♣ خطر الفتوى بغير علم 

الفتوة اصطلاحا :- هي الكشف عن الحكم الشرعي للسائل عنه , والمفتي مخبرٌ بأحكام الشريعة التي أنزلها الله تعالى للرسل وأنزل عليهم الكتب لأجل تبليغها للناس , والافتاء بغير علم يعتبر كذب علي الله , قال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾. النحل 116

روى ابو هريرة عن النبي ﷺ ” : مَن قال علَيَّ ما لم أقُلْ فليتبوَّأْ مقعدَه مِن النَّارِ ” أخرجه في صحيحه...

دائما وابدا عندما تجلس في أي مجلس ستصادف شخص يدعي فتاي، يعطي فتوة او معلومة في أي موضوع تتحدث عنة , فاذا شكوت من مرض تجده طبيب يصف لك العلاج ، وإن تكلمت في الدين وجدته عالم فقهي يرد عليك بالحجة في الموضوع وذلك بمجرد كلام سمعه من أحد الفقهاء بدون الرجوع الى رأي متخصص في المجال الذي يريده ليمده بالمعلومات الصحيحة المبنية علي أساس علمي سليم , لذا لا يجب فتح باب الفتوة علي مصراعيه بدون ضوابط سواء أكان ذلك بحسن نية وهي تحصيل الثواب والفضل او بسوء نية كالرياء والرغبة في التسلط والافتخار بين الناس , او يعانون من حب الشهرة والظهور بمظهر الخبير الفاهم بكل الأشياء ، مستغلين الذين ليسوا على علم بالكثير من الأمور.

أسباب خطر الفتوة :

اولا : ما يرجع الي حقيقة الافتاء :

فالإفتاء إخبار بمراد الله تعالى الي خلقه، فاقتحام ميدان الإفتاء من غير أهلية يفضي إلى الكذب على الله ورسوله  , وعملية الإفتاء معقدة ، تمر بمراحل عدة حتى تنتج الفتوى السليمة المنضبطة بضوابط الشرع  ويتحمل أمانة النقل، وأمانة الفهم.

ثانيا: أمانه النقل :-

 المفتي إما مجتهد وإما ناقل وكلاهما مأمور بالأمانة في النقل المفتي المجتهد أمين في نقله عن الله ورسوله والمفتي الناقل أمين في النقل عن صاحب المذهب الذي يفتي به ويتحمل المفتي مسؤولية عظيمة.

ثالثا: آثار الإفتاء ونتائجه:
خطر الإفتاء ليس خاص بل يتعلق بالمستفتي الذي أُفتي بغير علم فيُدخل عليه الضررَ, والواقع أن خطر الإفتاء خطر عام لا يقتصر على إلحاق الضرر بأشخاص  بل يتعداهم إلى التأثير في المجتمعات والدول, حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار)

شروط تتعلق بشخص المفتي :

• العلم بكتاب الله والسنة النبوية ومواطن الاجماع والمذاهب الفقهية.

• تحصيل علوم الدنيا والمساعدة كعلم الصرف والبلاغة والنطق .

• شروط اخلاقية كالثقة والامانة والعدالة .

• شروط فكرية وتربوية مثل سلامة الذهن ورصانة الفكر .