جمعية بداية – نجمة البحر القديم – منارة الاسكندرية
جمعية بداية – نجمة البحر القديم – منارة الاسكندرية
منارة الإسكندرية أو فنار الإسكندرية
واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وأشهر منارة بحرية في العصور القديمة. وبرغم تهدمها بفعل زلزال، قد وصفت بكونها أعجوبة معمارية فريدة، حتى أصبحت النموذج التقليدي لجميع المنارات منذ ذلك الحين. شيدت المنارة بين عامي 279 – 270 ق.م، في عصر البطالمة، في عهد “بطليموس الأول” و “بطليموس الثاني”. وكانت المنارة تقع على أطراف شبه جزيرة فاروس، الموقع الحالي لقلعة قايتباي بمدينة الإسكندرية المصرية التي تأسست على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م.
تصميم وبناء منارة الإسكندرية
وفقاً للعديد من المصادر القديمة، كانت منارة الإسكندرية من تصميم المهندس المعماري الإغريقي ” سوستراتوس “
حيث أمر بطليموس الأول ببناء منارة ضخمة كصرح يرمز إلى قوة وعظمة بطليموس، ولتوجيه السفن إلى ميناء الإسكندرية، حيث واجه البحارة صعوبة في تفادي الشعاب المرجانية والصخور والمياه الضحلة عند الإقتراب من الميناء.
تم إكمال المشروع بعد حوالي 20 عاماً على يد ابنه وخليفته بطليموس الثاني. كانت المنارة بعد أهرامات الجيزة، أطول مبنى في العالم.
حيث ذكر أن منارة الإسكندرية شيدت على أطراف جزيرة فاروس بارتفاع أكثر من 110 – 130 متراً، من 40 طابقاً. و تم بناء المنارة على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى كانت بناء قاعدة المنارة المربعة، والتي تضمنت 300 غرفة، ثم المرحلة الثانية بناء الهيكل ثماني الأضلاع، و المرحلة الثالثة، بناء الهيكل الإسطواني الذي يؤدي إلى منحدر حلزوني للصعود والنزول، وفي القمة أسست شعلة هائلة من النيران ترسل ضوءاً ساطعاً في الليل لإرشاد السفن.
تم ربط البر الرئيسي بجزيرة فاروس عن طريق جسر الهبتستديوم ، الذي يبلغ طوله حوالي 1.2 كم. وبحسب مؤلف معاصر يدعى Poseidippos، كان هدف بناء المنارة توجيه وحماية البحارة، وتكريماً لإلهين يونانيين، زيوس سوتر (المنقذ) – الذي تم نقش اسمه على البرج بأحرف بارتفاع نصف متر – وتمثال أعلى الفنار لإله البحر بوسيدون. وثمة وصف لمرآة هائلة أعلى الفنار تعكس أشعة الشمس، وكانت ترصد رؤية السفن القادمة، قبل أن تتمكن العين المجردة من رؤيتها. وفي وصف الرحالة العربي القديم ابن جبير : ” أن ضوء الفنار كان يرى من على بعد 100 كم، في عرض البحر.”
مناره الاسكندرية
كيف تهدمت منارة الإسكندرية
صمدت منارة الإسكندرية لأكثر من 1600 عاماً قبل تدميرها بفعل زلزال ضرب شرق البحر المتوسط عام 1303، والذي دمر حصون الإسكندرية والمنارة. وفي عام 1477، تم استخدام بعضاً من أحجار المنارة الكبيرة لبناء قلعة السلطان “الأشرف قايتباي”، المعروفة بقلعة قايتباي في نفس موقع المنارة.
وبعد حادثة الزلزال بنصف قرن، زار الرحالة الشهير “ابن بطوطة” الإسكندرية، وكتب قائلاً:
قصدت المنارة عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن دخولها ولا الصعود إليها، وكان الملك الناصر، شرع في بناء منارة إزائها، فمنعه الموت عن إتمامها”.
ابن بطوطة – 1350 ميلادياً
وفي نتائج دراسة أثار منارة الإسكندرية في منطقة ميناء الإسكندية لعالم الأثار الفرنسي “جان إيف إمبرور” في عام 1994، تم العثور على عدد قليل من حجارة المنارة، والتي لا تزال موجودة حتى الآن في قاع الميناء.
وشكك بعض علماء التاريخ في أن هذه الكتل الحجرية مصدر الفنار القديم، ويفترض أنها مجرد صخور ترجع إلى العصور الوسطى ألقيت في الميناء لصد سفن الحملات الصليبية. ومع ذلك، لازال جان إيف متمسكاً باعتقاده أن هذه الأنقاض تنتمي إلى هيكل الفنار، ولكي يؤكد نظريته، حيث يتتبع جان إيف خرائط المئات من الكتل الحجرية الضخمة وتقصي الأوصاف والإشارات التاريخية حول الفنار، والذي ورد وصفه في كتابات الكثير من الرحالة والمؤرخين الإغريق والرومان والعرب، ولكن ما يزيد الأمر تعقيداً هو تناقض وعدم دقة هذه الأوصاف.
تم اكتشاف الكثير من الأنقاض بالقرب من موقع المنارة، مثل تمثال ضخم لملك يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والذي يرجح أنه تمثال بطليموس الثاني. كما تم العثور في الستينيات من القرن الماضي على تمثال لملكة في مكان قريب من المنارة يرجح أنها زوجة بطليموس “أرسنوي”.
اضف تعليقا