قصر الجوهرة
هو قصر للضيافة في منطقة القلعة. ويضم الهدايا التي تم إهداؤها لأسرة محمد علي باشا حتى عهد الملك فاروق، ويضم أيضاً مقتنيات وأثريات خاصة بمحمد علي باشا. تم تشييد هذا المتحف القيِّم عام ألفٍ وثمانمائة وأربعة عشر ميلادية. وتعرض للحريق بعد فترة ولكن أعيد افتتاحه في عهد الرئيس المصري محمد حسني مبارك، عام ألفٍ وتسعمائة وثلاثة وثمانين ميلادية
الموقع
يقع قصر الجوهرة في الطرف الجنوبي الغربي للساحة الملكية أو الحوش السلطاني وكان موضعه أبنية قديمة أيضا ترجع إلى العصر المملوكي وقد ذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى في كتابه ” عجائب الآثار ” أن الشروع في بناء هذا القصر كان في سنة 1227 هـ / 1812م أما الانتهاء منه فقد تم على مراحل ، فقد اختلفت التواريخ الموقعة على النصوص التأسيسية للقصر فاللوحة الموجودة على باب الدخول مؤرخة بسنة 1228 هـ / 1813م ونصها ” يا مفتح الأبواب افتح لنا خير الباب سنة 1228 هـ “ بينما جاء في لوحة أخرى تقع على الباب المؤدى إلى بهو الاستقبال الرئيسي تاريخ سنة 1229هـ / 13 – 1814م ونصها ” الله ولي التوفيق سنة 1229 هـ ” .
موقع قصر الجوهرة
نبذة تاريخية
لقد تعرض هذا القصر أكثر من مرة للحريق في حياة محمد على باشا نفسه وأعيد بناءه ، فقد احترق في المرة الأولى سنة 1235 هـ / 1819م بسبب احتراق الجبخانة أو مصنع البارود الذى يقع خلفه فقد ذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى أن سراية القلعة أو قصر الجوهرة قد احترق وظل يومين مشتعلا كما احترق أيضا ناحية ديوان الكتخدا وغيره من العمائر . أما المرة الثانية فكانت سنة 1239 هـ / 1823م وكانت بسبب جبخانة القلعة أيضا الذى أثر للمرة الثانية على مباني القلعة وعمائرها مما جعل محمد على باشا يرسل إلى والي سيلانيك ليستدعي عمالا وحجارين لإصلاح ما تهدم بالقلعة ، وقد استخدم في بناء هذا القصر مهندسين كانوا أجانب وعمالا كانوا ما بين روم وأتراك وبلغاريين وأرناؤوط .
قصر الجوهرة
التخطيط المعمارى
يتكون التخطيط المعمارى لقصر الجوهرة من عدة كتل رئيسية تتكون من طابقين تبدأ بالمدخل الرئيسي الذى يقع أمامه مظلة محمولة على أعمدة رخامية ، وعلى يسار هذا المدخل أبنية كثيرة تعلوها أبنية أخري تسودها البساطة تتصل بديوان الكتخدا أو سراي العدل التى أنشأها محمد على باشا وبنهاية المدخل بالناحية الشمالية الشرقية حجرة مستطيلة لها سلم مزدوج يوصل إلى الميدان وكان هذا الجناح مخصصا لموظفي القصر أو من كانوا يعرفون باسم ” ديوان الخاصة ” .
كما يؤدى ممر الدخول أيضا إلى مبان خصصت لنوبة الحراسة وأسوار الساحة الجنوبية للقلعة وإلى الفناء الرئيسي الذى تطل عليه وحدات ديوان القصر وسقيفة بهو الاستقبال الرئيسي ، أما الوحدات التى خصصت للسكن فتتكون من جناح الاستقبال الرئيسي أو ما كان يعرف باسم ” الكوشك ” وكان مخصصا لاستقبالات محمد على باشا والإيوان الملحق به وقاعتين فرعيتين بالإضافة لقاعة عرض الفرمانات أو العرش وهى أكبر حجرة بالقصر وتشرف على ميدان القلعة حاليا وكان يري منها القاهرة وأهرامات الجيزة في أروع منظر كما أننا نصل من خلال بهو الاستقبال إلى عن طريق سلم إلى الجناح البحري بقسميه والحديقة الخلفية والتى عرفت باسم حديقة الأسود ، كما زود القصر أيضا بعدة قاعات منها قاعة الألبستر وهو نوع من أنواع الرخام وقاعة الساعات بالإضافة إلى الحمام الذى عرف باسم حمام الألبستر.
المدخل الرّئيسي لقصر الجوهرة
أما الطابق الثانى ويعلو جناح الاستقبال ونلاحظ أنه تلتف وحداته حول الفناء الرئيسي ويؤدى إلى سراي الضيافة . وقد استخدم في زخرفة جدران وأسقف هذا القصر نقوش وزخارف مذهبة قوامها أشكال نباتية وزهريات ورسوم ستائر نفذت على طراز عرف باسم طراز الباروك والروكوكو الذى يتميز بالوحدات الزخرفية المتكررة والمناظر الطبيعية ، كما امتاز هذا القصر بأنه كان يحتوي على رسوم وحدات الأسطول ، وبهذا القصر استقبل محمد على باشا كبار الزائرين من الأجانب واستمر مقرا للاستقبالات الرسمية حتى عصر الخديوى إسماعيل باشا الذى استقبل به السلطان عبد العزيز خان الذى زار مصر في 4 شوال سنة 1279 هـ / 1862 وأقام به لمدة سبعة أيام.
سراي الضيافة بقصر الجوهرة
وقد احترق قصر الجوهرة عام 1972 حيث قامت هيئة الأثار المصرية – المجلس الأعلى للآثار – بوضع خطة لإعادة القصر إلى ما كان عليه سواء من الناحية المعمارية أو الفنية بما يحتويه من نقوش وزخارف وأثاث وتحف لافتتاحه كمتحف يعرض بعضا من تاريخ أسرة محمد على باشا.
ونفذت خطة الترميم على مرحلتين تم فيها تجديد وترميم الأجزاء الصالحة للزيارة مع إضافة عدة قاعات بالمبني الملاصق للقصر من الجهة الشرقية والذى كان يستخدم للضيافة في عصر محمد على باشا وهذا الجناح كان مغلقا منذ عام 1952م بعد قيام ثورة يوليو وحتى عام 1983م مع إعادة الواجهة الرئيسية التى تطل على جامع محمد على باشا وانتهت هذه الترميمات في يوليو عام 1983م كما رمم الحمام الملحق بالقصر ومعالجة بناء القصر معماريا كما تم ترميم الرسومات التالفة ورسوم ونقوش الجدران .
وقد تم إضافة قاعات جديدة للعرض هى قاعة الديوراما وقاعة كسوة الكعبة الشريفة وبها يعرض أجزاء من كسوة الكعبة الشريفة التى كانت ترسل إلى مكة المكرمة والتى كانت تصنع في مشغل القلعة وعرض للمحمل.
كما أضيفت أيضا قاعة الكوشة وبها كوشة زفاف الملك فاروق الأول على الملكة فريدة ، كما خصص المتحف لعرض التحف الزجاجية من فازات والتحف المعدنية من ساعات أثرية نادرة ونرجليات وشمعدانات كما ألحق أيضا بالقصر كرسي العرش الذى كان يجلس عليه محمد على باشا ، كما ألحق بهذا القصر حجرة نوم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث التى زارت مصر في عهد الخديوى إسماعيل عند افتتاح قناة السويس ، كما يعرض المتحف أيضا لوحات زيتية نادرة لأسرة محمد على باشا.
حجرة نوم الإمبراطورة أوجيني
اضف تعليقا