يتزايد عدد سكان مصر بشكل متطرد بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 2٪. وفقًا لذلك، انخفضت المساحة المزروعة للفرد بنسبة 18٪ خلال الفترة من 2001 إلى 2016. وستكون المحافظة على الأراضي الزراعية المنتجة مسألة حاسمة لحماية الأمن الغذائي في مصر. ويعد معظم المنتجين الزراعيين في مصر من صغار المزارعين الذين يمتلكون أراض تقل مساحتها عن 3 أفدنة ، حيث تبلغ نسبتهم 90٪ تقريبًا. وللحفاظ على الإنتاج الزراعي، لا بد من زيادة دخل صغار المزارعين، وإلا فإنهم لن يتمكنوا من الاستمرار في زراعة أراضيهم. ه
وفي الوقت نفسه، تعتبر إنتاجية الإنتاج الزراعي في مصر مرتفعة، حيث أن إنتاجية المحاصيل الأساسية السنوية في مصر أعلى من المتوسط العالمي ، و ذلك بفضل أشعة الشمس التي تستمر لساعات طويلة وكذلك الأراضي الخصبة. و يحد هذا مستوى العائد المرتفع بالفعل من إمكانية زيادة الدخل من خلال زيادة العائد. وبالتالي يعتبر التسويق عاملاً أساسياً لزيادة الدخل من الزراعة.
وتم وضع نهج مشروع “تحسين الزراعة الموجهة نحو السوق لصغار المزارعين” بحيث يتماشى مع مفهوم تغيير طريقة التفكير من “الزراعة ثم البيع” إلى “الزراعة من أجل البيع” ، أي معرفة احتياجات السوق قبل اختيار أنواع المحاصيل المقرر زراعتها. و يعد ذلك بناءً على نهج مشروع “دعم و تمكين مزارعي المحاصيل البستانية من أصحاب الحيازات الصغيرة” ، وهو مشروع ناجح للغاية تم تنفيذه في المناطق الريفية في كينيا خلال الفترة من 2006 إلى 2009 كمشروع تعاون فني مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “الجايكا”، وحقق زيادة كبيرة في دخل المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة. ه
يعد قرار اختيار المحاصيل وفقًا لاحتياجات السوق من الجوانب المهمة لهذا النهج ، مقارنًة بممارسة الإرشاد التقليدية. و يساعد مشروع “تحسين الزراعة الموجهة نحو السوق صغار المزارعين” في مسح السوق بأنفسهم وقد صُمَم برنامج التدريب الفني بحيث يرتكز علي معرفة و ادراك المزارعون لاحتياجات السوق.
يُطبق نهج مشروع “تحسين الزراعة الموجهة نحو السوق لصغار المزارعين” باستخدام مجموعة من الأنشطة إلى جانب “مسار الإرشاد”، الذي يتضمن أربع مراحل؛ (1) اختيار الهدف وتبادل رؤية النشاط، 2) خلق الوعي، بالأخص الوعي باحتياجات السوق، 3) تخطيط الأنشطة الزراعية على أساس احتياجات السوق، و4) المساعدة الفنية المطلوبة وفقًا لاحتياجات السوق. تم تنظيم مجموعة من المزارعين الذين يشاركون بشكل فعّال ودائم في العمل لتشكيل “لجنة التسويق”، التي تولت مسؤولية التخطيط الزراعي وسهلت اتخاذ القرارات والتنسيق بشكل فعال بين المزارعين الآخرين ومهندسي الإرشاد في القرية.
اضف تعليقا