تقوم مصر ببرنامج وطنى جديد لإنتاج تقاوى البطاطس وذلك من خلال الشركة الوطنية للزراعات المحمية بمشاركه العديد من الدول الأوروبية في خطوة مهمه لتقليل حجم الاستيراد من الخارج والتي تخطى 1.3 ملياراً جنيهاً لزراعة 400 ألف فدان بحجم إنتاج 5 مليون طن تقريباً تتجاوز قيمتها 20 مليار جنيه .
وتشكل نسبه محصول البطاطس في الانتاج بأكثر من 5 % من الناتج المحلى وتوفر أكثر من 20 مليون يومية عمل وأكثر من مليون فرصة عمل دائمة وساهم في ادخال العملة الصعبة الى مصر بما يعادل 500 مليون دولار اى 18% من حجم الصادرات.
وصرح مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة إن إنتاج مصر لتقاوي البطاطس حدث تاريخي مصر تستورد سنويا 150 ألف طن تقريبًا من التقاوي بتكلفة 1،6 مليار جنيه لزراعة 550 ألف فدان .
وأضاف أن التقاوي المستورده من الخارج تكون من الجيل السابع ومحملة بالعديد من الأمراض وتستنفذ طاقه المزارعين حيث يكون لها طرق زراعة ومكافحة معينة ، وبمقارنه ذلك بالتقاوي التي سيتم إنتاجها ستكون من الجيل الثالث خالية من الأمراض، وذات جودة عالية وتعطي إنتاجية عاليه .
وأكد أن المشروع سيوفر جزءًا كبيرًا من التقاوي التي نقوم باستيرادها مطلعين الى انتاج كل الكميات التي نحتاجها ومن الممكن أن نقوم بتصديرها إلي الخارج، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت برغم الضغوط التى نقع تحتها من الاتحاد الأوروبي حتى لا نقوم بإنتاج التقاوي ونستمر في الاستيراد منه.
وصرح ايضاً الدكتور فهيم أستاذ تغيرات المناخ في مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن محصول البطاطس خطير من الناحية الصحية وله سوابق في التاريخ الإنساني الحديث حيث تسببت أمراض البطاطس في حدوث مجاعة أيرلندا عام ١٨٤٥، حيث دمر مرض اللفحة المتأخرة المحصول وكان لا بديل له مما تسبب في وفاة نحو مليون مواطن جراء هذه الكارثة، وهجرة نحو مليون ونصف المليون أخرين .
وأضاف أن توفير تقاوي البطاطس يمثل أحد التحديات الهامة والحرجة لضمان إدارة جيدة وقوية لسوق البطاطس في مصر على مدار العروات طوال العام، مشيراً إلى أن التقاوي تمثل أكثر من 60% من قيمة التكلفة للفدان الواحد .
وأكد أنه قبل بداية مواسم الإنتاج للبطاطس فلابد من رسم خريطة طريق لإدارة مواسم الإنتاج والاستهلاك والتصدير توضح المعروض من البطاطس سواء الإنتاج من البطاطس من الحقل مباشرة أو المخزنة وما هو موجه للسوق المحلية أو التصدير حتى يحدث اتزان واستقرار في سوق البطاطس، موضحاً أنه لابد من حتمية تنظيم وضبط سوق تداول تقاوي البطاطس في مصر، عن طريق عدد من الإجراءات تشمل حصر دقيق لمساحات البطاطس المنزرعة في العروتين الشتوية والصيفية القادمة.
واقترح الدكتور محمد فهيم حصر وتقدير الكميات المنتجة من العروتين وتقدير احتياجات سوق الاستهلاك وتوزيعه الزمني، واتباع إجراءات تشمل حتمية مراقبة سوق تداول تقاوي البطاطس الصيفية، مشيراً إلي أن عدم إخضاع السعر لمبدأ العرض والطلب وعدم تمرير أي تقاوي تحمل أي نسبة من الأمراض مع حتمية دفع المؤسسات البحثية والعلمية والخدمية والإرشادية لدعم العملية الإنتاجية وتكثيف التوعية والإرشادات عن طريق كافة الوسائل المتاحة من خلال مديريات الزراعة والإعلام وإنشاء بورصة مركزية للبطاطس يتبعها بورصات إقليمية في مناطق التركيز لعدم التلاعب في أسعار المنتج.
وقال عبدالرحمن أبوصدام، “نقيب الفلاحين”، إن محصول البطاطس لن يشهد أي أزمة تتعلق بارتفاع سعره خلال عام 2019 مثلما حدث العام الماضي، بعدما اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات لمنع ارتفاع الأسعار بصوره كبيرة، موضحًا أن منع احتكار التقاوي بالسماح باستيراد كميات تقاوي بطاطس مناسبة وعدم الإفراط في التصدير وتحفيز المزارعين لزيادة المساحة المزروعة وزيادة كمية الإنتاج، ومكافحة الأمراض ومراقبة التخزين.
وأضاف أبوصدام، أن أسعار البطاطس الآن بين 3 جنيهات و5.5 جنيه برغم انتهاء موسم صادرات بطاطس المائدة بإجمالي 700 ألف طن، بارتفاع ملحوظ في التصدير؛ حيث احتلت البطاطس المركز الثاني بعد الموالح في حجم الصادرات، مشيرا إلي أن ألازمه التي شهدها موسم البطاطس العام الماضي ووصول كيلو البطاطس لـ16 جنيهًا لن تتكرر هذا العام.
ظروف مهيأة
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الظروف المناخية المناسبة هذا العام ساهمت في زيادة الإنتاج وعدم انتشار الآفات، مؤكدا، أننا نقوم بزرعه البطاطس في ثلاث عروات هي الصيفية والنيلية والشتوية طوال سبعة أشهر تبدأ من أغسطس وحتى فبراير من العام التالي وتوفر العروة الصيفية التقاوي المحلية للعروتين الشتوية والنيلية وتزرع العروة الصيفية من تقاوي مستورده من دول أوربا.
وأضاف أبوصدام، أن الدولة تتجه حاليًا لإنتاج تقاوي هذه العروة محليًا بعد نجاح زراعتها داخل صوب، مما سيساهم بصورة كبيرة في القضاء علي أزمة ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس، ويغطي إنتاج العروة الصيفية الفترة من ابريل وحتى يونيو.
ولفت إلى أن إنتاج العروة النيلية تغطي الفترة من أكتوبر وحتى فبراير، والعروة الشتوية فهي تمثل 10% فقط من جملة مساحة زراعة البطاطس، ومعظم إنتاجها يصدر للخارج من شهر يناير وحتى أبريل، موضحاً أن إنتاج تقاوي البطاطس محليا يوفر ملايين الدولارات التي تستنزف في استيراد أكثر من 120 ألف طن تقاوي بطاطس سنويًا.
وأكد أن إنتاج تقاوي البطاطس سيقضي على احتكار واستغلال المستوردين لمزارعي البطاطس، ويساهم في تخفيض أسعار البطاطس لخفضه تكاليف الإنتاج، مضيفا أنه يساهم في تحقيق الأمن الزراعي بتوفير التقاوي محليًا، مما يقوي الموقف الاقتصادي ويمنع التحكم والاحتكار.
اضف تعليقا