المتطلبات المائية لزراعة المحاصيل الصيفية

يعد الماء بأشكاله المختلفة من العوامل المهمة المؤثرة في نمو النبات و وايضا تطوره وإنتاجه ، وذلك لأن الماء يلعب دوراً هاماً ورئيساً في كل مرحلة من مراحل نمو النبات ، ابتداء من مرحلة الإنبات وانتهاء بمرحلة تكوين الثمر. فالماء لا يدخل في تكوين خلايا النبات فحسب وإنما يذيب المواد الموجودة فيها ويقوم أيضاً بدور الوسيط في نقل المواد العضوية وغير العضوية وتحليل الأملاح المعدنية التي تمتص من قبل الجذور إلى مختلف أجزاء النبات ومن غير الماء لا يستطيع النبات القيام بالعمليات الحيوية، ولهذا عندما يقل الماء عن الحد الأدنى يتعرض النبات للأضرار ويتسبب بإغلاق مسامات أوراق النبات وانكماشها وبطء نموها وأثمارها ، ومن مما يؤدى  إلى تقليل التبخر –  النتح مما يؤدي اختلالاً في العمليات الحيوية والفسيولوجية للنبات .

وليس أدل على أهمية كمية الأمطار الساقطة في حياة النبات ، إذ تعد من أهم المصادر لسد احتياجات النبات المائية ،  إذ يشكل الماء نسبة كبيرة من وزن النبات الطري، فنسبة الماء تختلف من نسيج إلى آخر ومن نبات إلى آخر، ومن المعروف ان الماء يعتبر المكون الرئيسي للنبات حيث يتوافر داخل البنات بنسبة  ( 90%) من وزن محاصيل الخضر الطرية بينما يدخل ايضا  الماء بنسبة( 95%) من وزن البطيخ والرقي والفاكهة.

تستمد النباتات حاجتها للماء من التربة، ولهذا تعد رطوبة التربة المصدر الرئيس للنبات وتنحصر كمية الماء الصالحة للامتصاص بين نقطة الذبول والسعة الحقلية وتختلف كمية المياه الصالحة للامتصاص باختلاف نسيج التربة وقوامها.

فعند مقارنة معدلات نمو النبات في ثلاثة أنواع من الترب  ( الرملية والطينية والملحية) يلحظ أن معدلات النمو في الأراضي الرملية تستمر تقريباً حتى نقطة الذبول، أي أن النباتات تستطيع أن تستفيد من معظم الماء في المدى الواقع بين السعة الحقلية ودرجة الذبول الذي يكون موجوداً بين المسافات البينية لجزيئات التربة ملتصقاً على سطح دقائق الرمل بفعل قوة الشد السطحي، بينما في الأراضي الطينية تبدأ معدلات النمو بالهبوط عندما يفقد (50%) من الماء الصالح للامتصاص ، أما الأراضى الملحية فان معدلات النمو تقل حتى ولو كانت التربة تحتوي على مياه لحد سعتها الحقلية وذلك بسبب الضغط الأزموزي .

كما تؤثر رطوبة التربة العالية في نمو المحاصيل إذ تلحق أضراراً كبيرة بالمحصول و تكون البيئة ملائمة لاحتضان الأمراض والآفات الزراعية، فارتفاع درجات الحرارة مع الرطوبة يعمل على اختلال التوازن المائي داخل النبات وزيادة النتح منها وإذا كانت رطوبة التربة عنصراً حيوياً للنبات، فكذلك الرطوبة الجوية، إذ كلما كانت نسبتها مرتفعة في الجو قلت أو انخفضت عملية التبخر- النتح للمحاصيل المدروسة، ومن ثم قلت الاحتياجات المائية لها، وهذا يؤثر في قلة المياه المطلوبة، بينما يسهم انخفاض نسبتها في الجو مع الارتفاع في معدلات درجات الحرارة في زيادة معدلات الضائعات المائية وزيادة عملية التبخر- النتح.

وكذلك الأمطار، لذا تعد دراسة ظاهرة التبخر- النتح دراسة متممة لدراسة الأمطار، فليست كمية الأمطار الساقطة وحدها بل بمدى فاعليتها وهذا يتوقف على مقدار الفاقد من هذه المياه بالعملية المذكورة والتسرب أو على توزيعها الفصلي وعليه يمكن القول إن الماء بجميع أشكاله يلعب دوراً أساسياً في نمو المحاصيل الزراعية وإنتاجها ، ولكن ليس بمقدور النبات الحصول على فوائد إلا عن طريق استخدام قطرات الماء الصغيرة التي تصل إلى التربة المحيطة بجذوره، سواء كان ذلك عن طريق المطر أو السقي أو أي شكل من أشكال الترطيب.

نشر المقال