دار الافتاء توضح .. زكاه المال ومصارفها

زكاة المال من أهم الفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وجعلها ركنًا ثالث من أركان الاسلام الخمسة بعد الشهادتين وإقامة الصلاة , وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بإخراجها عندما قال تعالى في سورة النور الاية 56 ” واقيموا الصلاة وآتُوا الزكاة واطيعُوا الرسول لعلكم ترحمون” .. فقد حث الشرع الحنيف على الاهتمام بزكاة المال بشكل مشدد، وجاءت الآيات والأحاديث بالحث على ضرورة إخراجها، وحدد نصابها ومن لهم حق الاستفادة منها وفي هذا الموضوع سنتعرف على نصاب زكاة المال كما حددته دار الافتاء في مصر.

المال المفروض عليه الزكاة

فرض الله تعالى الزكاة على المسلمين على الاموال النامية التي تتحمل مواساتها، وهي نوعان:

النوع الاول : يعتبر فيه حول المال على النصاب التام، والحول من الشروط التي يوجب فيها زكاة الأشياء فيجب الزكاة على المقتنيات المختلف من ذهب وما يساويه من أوراق نقدية معاصرة، وماشية، وعروض تجارة وهكذا.

النوع الثاني : وهو ما لا ينتظر فيه الحول، وهو ما يجب اخراج فيه الزكاة في حالة ظهوره أو حضوره، مثل الزكاة على الحبوب، والثمار، والمعادن، وما إلى ذلك، ففي هذه الحالة لا ينتظر فيها صاحب الشيء حتى مجيء الحول أو انتهاءه، لأنها تنمو بنفسها، ويتم أخذ الزكاة منها عندما تحضر أو يتم الحصول عليها فعلًا , ولا يتم اخذ الزكاة منها مرة اخرى وذلك لأنها لم تنمو وتُرصد، وقال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الانعام الايه 141،: “وآتوا حقه يوم حصاده” صدق الله العظيم، والأشياء الاخرى كالمعادن يتبع الآية الكريمة.

فضل إخراج الزكاة

يجب جميعًا أن نعلم أن الله إذا فرض علينا فرضًا أو امرنا أمرًا فإنه سيكون الخير من وراه، وتتعدد الفضائل الناتجة عن اخراج الزكاة، وتتمثل في الآتي:

  • إذا اخرج العبد الزكاة الواجبة عليه يكون بذلك مكتمل لأركان الاسلام، لأن الزكاة ركن أساسي من أركان الاسلام الخمس.

  • إذا اخرج العبد زكاته الواجبة عليه تنفيذًا لأوامر الله عز وجر أصبح راضيًا عنه ومباركًا له في ماله الذي اخرج عليه الزكاة أو في زرعته، أو في ذهبه، وما إلى ذلك.

  • اخراج الزكاة تساعد على تقوية علاقة الغني بالفقير، وينال الغني من دعاء الفقير بدلًا منه سخطه عليه او حسده، مما تزيد المحبة فيها بينهم.

  • الزكاة تعمل على تطهير النفس وتزكيتها، وترك الصفات السيئة كالبخل.

  • يتربى العبد المسلم على العطاء بالمال الذي يمتلكه، وينال من الصفات الحسنة كالكرم والعطف على الفقراء.

  • وقاية العبد المسلم من الشح لما ورد في القران الكريم في الآية التالية في سوره الحشر الاية 9  ” ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.

  • تزداد الخيرات والبركات من الله سبحانه وتعالى في المال والولد والصحة والاشياء المملوكة.

  • بإخراج الزكاة يكون العبد قد امتلك ما يُعينه على دخول جنة الخلد.

  • عندما يخرج القوم زكاتهم يزداد تماسك مجتمعهم، ويرحم القوي الضعيف.

  • اخراج الزكاة تقي من الحر في يوم الحق.

عقوبة الممتنع عن اخراج الزكاة

إذا امتنع العبد عن اخراج الزكاة الواجبة عليه، سواء كان في المال او الذهب او الثمار وما إلى ذلك، فإن الله سيُعاقبه في الدنيا والاخرة، ومن أول العقوبات أنه الله سوف ينزع البركة في الشيء الواجب فيه الزكاة ولم يخرج، وسيشعر بالضيق والفقر والمرض، له ولأفراد عائلته جميعًا المسؤول هو عنهم.

حيث قال نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف: “وما منع قوم زكاة اموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوضح رسول الله من خلال الحديث أن الله يريد أن يُزيل الخير عن القوم المانعين لزكاته.

كل هذه العقوبات من قلة الخير والبركة، وزيادة الفقر، وانتشار الامراض، وما إلى ذلك كلها عقوبات دنيوية للممتنع عن اخراج الزكاة، ولكن هناك عقوبات في الآخرة في يوم القيامة.

والتي أخبرنا الله عنها في كتابة في سورة التوبة عندما قال  في سوره التوبه  الاية 35 “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” 

و قال تعالى من سورة آل عمران الاية 180  ” ولا يحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهُمُ الله من فضله هو خيرًا لهم بل هو شر لهم سيُطوقُون ما بخلوا به يوم القيامة

نصاب زكاة المال في مصر دار الافتاء

اشارت دار الافتاء المصرية  أن طريقة احتساب النصاب للزكاة هي بأن نقوم بضرب السعر اليومي لجرام الذهب عيار 21 × 85 جرام والناتج هو ما يعرف بنصاب الزكاة، وتكون ملك الفرد بشكل تام ومستقر وفي حالة الاكتمال للنصاب وللحول سواء كان مالك هذا النصاب شخص بالغ أو قاصر أو رجل أو سيدة , واضافت إلى بلغ مبلغه فهذا هو النصاب، ومر عليه عام هجري كامل يتم اخراج قيمة 2.5 % من الناتج.

مثال

  • ضرب سعر جرام الذهب البالغ اليوم 760جنيه × 85 جرامًا= 64600 جنيه ( النصاب )،  فإذا بلغ المبلغ هذا النصاب ومر عليه سنة هجرية كامله  يخرج عنه 2.5%.

  • اذا كان المبلغ المراد اخراج زكاه عنه يقدر بـ 100000 اذا (1000000*2.5) / 100 =2.500 جنيه اذا زكاه صاحب ال 100000 يعد 2.500 جنيه فقط

مصارف الزكاة

وقد حدد الله تعالى مصارف الزكاة الثمانية في قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].

  • أفضل وجه تصرف فيه الصدقة هم الأقارب المحتاجون الذين لا يعولهم المتصدق إذ في التصدق عليهم أجر الصدقة وأجر الصلة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 60690.

  • الفقير: هو المعدم الذي لا مال له ولا كسب، أو له من المال ما لا يقع موقعا من كفايته، كأن يحتاج إلى عشرة جنيهات، ولا يملك إلا واحدا أو اثنين مثلا.

  • المسكين: الذي له من المال ما يقع موقعا من كفايته ولا يكفيه، كأن يحتاج مثلا إلى عشرة جنيهات، ولا يجد إلا ستة أو سبعة.

  • العامل: العاملين على جمع الزكاة .

  • المؤلفة قلوبهم: «والمؤلفة من أسلم ونيته ضعيفة أوله شرف يتوقع بإعطائه إسلام غيره والمذهب أنهم يعطون من الزكاة».

  • في الرقاب: عتق المسلم من مال الزكاة عبداً كان أو أمه، ومن ذلك فك الأسارى ومساعدة المكاتبين

  • الغارمين: من استدان في غير معصية، وليس عنده سداد لدينه، ومن غرم في صلح مشروع

  • في سبيل الله: اعطاء المرابطين من الزكاة ما ينفقونه في غزوهم ورباطتهم

  • ابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الاسباب من بلده وماله، فيعطي ما يحتاجه من الزكاة حتى يصل إلى بلده، ولو كان غنيا في بلده

نشر المقال