تعتبر مزارع الأسماك هي الشكل الرئيسي للزراعة المائية حيث تنطوي مزارع الأسماك على تربية الأسماك لأغراض تجارية في خزانات لأغراض الغذاء. حيث يتم في الغالب الإشارة إلى المكان التي يتم انتاج صغار الأسماك فيه بمفرخه الأسماك

 توصيات مهمة لمزارعي الثروة السمكية لتفادي مخاطر التقلبات الجوية

أصدر المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة عدد من التوصيات الفنية اللازمة لتجنب مخاطر التقلبات الجوية على مزارع الأسماك.

وأوضحت الدكتورة أميرة الحنفى مديرة المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية أن نشاط الاستزراع السمكي يعتبر وسيلة لتحقيق الاستدامة في إنتاج الأحياء المائية و خصوصًا مع إنخفاض الانتاج الكلى من المصايد الطبيعية ولذلك يُنظر إلى القطاع على أنه الحل الوحيد لتلبية الطلب المتزايد على الأحياء المائية على مستوى العالم.

إنتاج الاستزراع السمكى فى مصر يمثل أكثر من 80% من مجمل الانتاج المصرى ومع ذلك ، فإن الشاغل الأكثر إلحاحُا هو ما إذا كان القطاع ينمو بشكل مستدام وسريع بما يكفي لمواجهة المستقبل، حيث النمو البشري السريع وكذلك تغير المناخ الآن تعتبر خطرًا كبيرًا على إنتاج الغذاء العالمي يهدد نوعية وكمية الإنتاج.

وأشارت الدكتورة أميرة الحنفى أن قطاع الثروة السمكية وخصوصُا الاستزراع السمكي يعتبر فى مقدمة القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية فيؤدى ارتفاع درجات الحرارة فى المزارع السمكية الى زيادة استهلاك الغذاء وزيادة المخلفات العضوية ونقص الأكسجين الذائب، وتتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الاكسجين ويتسبب ذلك في إجهاد حراري وانتشار الامراض فى الأسماك.

وقالت مديرة معمل بحوث الثروة السمكية إن الآن فى فصل الشتاء ونتيجة لتغير المناخ أصبح انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير غير معتادين عليه، حيث تعد إنخفاض درجة الحرارة فى الشتاء عن 18 درجة مئوية من أكبر المشاكل التى تواجه مزارعى أسماك المياه العذبة، حيث تتوقف سمكة البلطي تماماً عن الغذاء والنمو عند 16- 18 درجة مئوية، حيث يتأثر معدل الهضم والامتصاص للغذاء عند هذه الدرجة، ويعتبر أقصي تحمل لإنخفاض درجة الحرارة هو 10°م، حيث أقل منها يحدث نفوق أسماك البلطى (أمهات أو إصبعيات أو زريعة) مما يؤثر الانتاج الكلى لافتة الى ضرورة اتباع الممارسات الصحيحة أثناء عملية التشتية لتقليل الفاقد من الأسماك بقدر الإمكان.

وتابعت أن موسم «التشتية» يبدأ فى الفترة من منتصف شهر ديسمبر وحتى أوائل شهر مارس وذلك للحفاظ على كل من قطيع الأمهات التى يتم تفريخها والاصبعيات التى يتم استزراعها مع بداية موسم التفريخ والاستزراع

وأضافت مدير معمل بحوث الثروة السمكية أن التشتية لها عدة طرق مختلفة، حيث تعتمد على الإمكانيات المتاحة بالمزرعة منها تقديم تغذية للزريعة بعلائق صناعية متزنة ذات محتوى بروتينى عالى 30% وبمعدلات تغذية مرتفعة (7 الى 10 من وزن الأسماك يوميا) وعلى ثلاث مرات خلال أشهر الخريف (أكتوبر و نوفمبر) وحتى بداية الصقيع فى شهر يناير فهذه الدفعات الغذائية قبل موسم الشتاء بمعدلات مرتفعة من العلائق المتزنة ذات المحتوي البروتيني العالي ترفع المناعة وتساعد أسماك عائلة البلطي علي تحمل البرودة.

وأشارت الدكتورة أميرة الحنفي إلي أنه لا يجب تشتية أسماك التربية والتسويق لخطورة ذلك على الإنتاج السمكي النهائي وفي حالة الضرورة يجب أن يؤخذ في الاعتبار التركيب المحصولي لهذه الأحواض والإقلال ما أمكن من نسبة أسماك البلطي في التركيب المحصولي والعمل علي زيادة نسبة أسماك عائلة البورى والمبروك علي حساب نسبة أسماك عائلة البلطي .

وأشارت الدكتورة أميرة الحنفى إلي أن أهمية رفع عمود المياه إلى أكثر من مترين ابتداء من نهاية شهر ديسمبر و إحاطة أحواض التشتية بالبوص من الجهة التى تهب منها الرياح الباردة وتغيير مياة الحوض بصفة مستمرة عن طريق الري والصرف لتحريك المياه الراكدة .

وشددت على ضرورة تغيير المياه في الأيام المشمسة فقط واستخدام مياه الآبار فى رى هذه الأحواض وخصوصا أثناء البرودة ليلا بجانب إزالة المصاب أو النافق من الأسماك إذا حدثت إصابة وعدم تركها على جسور الأحواض أو استخدامها مرة أخرى في تكوين علائق الأسماك .

وأضافت أنه يجب تغذية الأسماك بأعلاف من النوع الغاطس وليس الطافى فى فصل الشتاء ( يناير و فبراير) بمعدل تغذية 1% من وزن الأسماك يوميًا وذلك فى الأيام المشمسة فقط والتى ترتفع درجات الحرارة بها عن 20 درجه مئوية.

ومن الضروري إجراء تحليل مياه الأحواض صباحًا للتعرف على قياسات الأكسجين والأمونيا والعناصر التى تؤثر على الإستزراع السمكى فى الأحواض الإنتاجية للتعرف على عمليات التربية والإنتاج وطريقه الحصاد.

وأشارت مديرة المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية لذلك لابد من الاتجاه الى استخدام أنظمة تربية الأحياء المائية الغير تقليدية والتى يتم فيها إعادة تدوير للمياه وكذلك الاستزراع السمكى المتكامل، حيث تستزرع الأسماك وتؤخذ المياه الناتجة لرى النباتات، حيث تكون هذه المياه محملة بنواتج أخراج الأسماك والتى تعتبر سماد طبيعى يوفر ما لا يقل عن 30% من استخدام الأسمدة وكذلك الاهتمام بالتداول الجيد و القيمة المضافة بعد الحصاد لتقليل الفاقد، حيث تؤدى التغيرات المناخية الى ارتفاع درجة حرارة المياه ونمو كائنات حية خطيرة ومستحدثة مسببة للأمراض تؤدى الى زيادة معدلات نفوق الأسماك ومن ثم التأثير السلبى الذى تتطلبة مكافحة هذه الأمراض و ضرورة استخدام الأدوية البيطرية ومن ثم وجود متبقيات لهذة الأدوية وتأثيرها السلبى على الاسماك المنتجة.

جدير بالذكر أن المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية التابع لمركز البحوث الزراعية ويعد أحد القلاع البحثية المتخصصة فى مجال أبحاث الثروة السمكية و الذى يضم بين جنباته جميع التخصصات التى يحتاجها القطاع السمكى ويشمل المعمل عدد من الأقسام المختلفة منها قسم بحوث التفريخ وفسيولوجيا التكاثر و قسم بحوث التربية والوراثة و قسم بحوث إنتاج الأسماك ونظم الاستزراع السمكي و قسم بحوث الليمنولوجي( المياه والتربة) و قسم بحوث تغذية الاسماك وتصنيع العلائق و قسم بحوث أمراض الأسماك

نشر المقال