صوره تحتوى على عدد من المحاصيل الزراعية

تأثير درجة حرارة التربة على زراعة بعض المحاصيل الصيفية

تعد درجة حرارة التربة مسألة أساسية في الدراسات المناخية التطبيقية ولها أهمية كبيرة على مجمل نشاط النبات من حيث سرعة إنبات البذور، وعملية امتصاص الجذور للماء، وعند ارتفاع درجة حرارة التربة تزداد فعالية الأحياء التي بدورها تزيد من سرعة تحلل المادة العضوية وتوفر العناصر الغذائية العضوية للنبات وتحدد الظروف الملائمة لإنبات البذور ونمو البادرات في الأطوار المبكرة من حياة النبات

تعتمد عملية إنبات البذور في الدرجة الرئيسة على درجة حرارة التربة، إذ تجعل عملية الإنبات سريعة، وتقلل من حجم الفاقد من البذور المزروعة ويحصل العكس في انخفاض درجة حرارة التربة تكون عملية الإنبات بطيئة ومتدنية وزيادة حجم الفاقد من البذور نتيجة درجة الحرارة غير الملائمة لعملية إنبات البذور إذ لا يقتصر تأثير درجة حرارة التربة على إنبات البذور بل تؤثر في الأطوار الأخرى لنمو النبات إذ عند انخفاضها عن الحد الأدنى تؤدي إلى تجمد الماء داخل الجذور النباتية وفي المسافات البينية بينها، مما يؤدي إلى ذبول النبات، لأنهُ عاجز عن حصوله على الماء الذي يحتاج إليه لإتمام العمليات الحيوية، مما يؤدي إلى تعطل نشاط الجذور وموتها والجدول  يوضح تأثير درجة حرارة التربة في إنبات بذور النبات، إذ كلما ارتفعت درجة حرارة التربة انخفضت عدد الأيام اللازمة للإنبات وبالعكس احتاجت البذور إلى مدة أطول للإنبات.

يتحدد تسخين التربة وفقاً عوامل عدة منها نسجة التربة Soil Texture  التي تعد من العوامل الأساسية، إذ لها أهمية كبيرة ومؤثرة على النباتات، من حيث تنشيط العمليات الحيوية التي يتطلبها النبات وتهوية التربة المهمة في التبادل الغازي.

إن التربة ذات النسجة الخشنة تكون أحوالاً مناسبة للتوازن الحراري بينها وبين الغلاف الغازي من حيث تكون التربة الطينية الثقيلة أبعد ما تكون عن مثل هذا التوازن، لذا تكون التربة ذات النسجة الرملية أنسب لنمو النبات في وقت مبكر عن التربة الطينية الثقيلة

وتتأثر درجة حرارة التربة أيضاً بلون التربة Soil Color إذ يدل على بعض صفات التربة ، ويؤثر تأثيراً مباشراً في نمو النبات من خلال تأثيره في تغيرات درجة الحرارة، فاللون الأسود القاتم يمتص قدراً أكبر من درجة الحرارة عن اللون الفاتح، لأن الأخير يعكس أشعة الشمس، عكس اللون الأسود القاتم الذي يمتص الأشعة بصورة أسرع وأكثر، لذا يمكن اتخاذ اللون القاتم مدلولاً عن القدرة الإنتاجية للأرض، إذ تكون خصبة بمادتها العضوية (الدبال) ولها القدرة على الاحتفاظ بالماء ودرجة الحرارة وتتأثر درجة حرارة التربة بالمحتوى الرطوبي، فالترب ذات المحتوى الرطوبي (الطينية والغرينية) تكون درجة حرارتها معتدلة، في حين تنخفض وترتفع درجة حرارة التربة الرملية بشكل كبير نتيجة لارتفاع وانخفاض الرطوبة فيها فعلى سبيل المثال درجة حرارة التربة الجافة أكثر من التربة الرطبة عند تعرضها لدرجة الحرارة نفسها، وذلك لأن التربة الجافة لها القدرة لاكتساب درجة الحرارة الواصلة لها بشكل أسرع من التربة الرطبة.

تتأثر سرعة فقدان الماء من النبات بصورة غير مباشرة بدرجة حرارة التربة، فسرعة النتح تعتمد على سرعة امتصاص التربة للماء، وتزداد الأخيرة بارتفاع درجة حرارة التربة.وإن الترب الرملية لها القدرة على امتصاص الماء بسهولة أكبر من الترب الطينية نتيجة الظروف اللاهوائية المختزلة في الأخيرة.  ويمكن ملاحظة العلاقة بين درجة حرارة التربة وإنبات المحاصيل الصيفية وتباينهما من محصول لآخر كما هو مبين في الجدول(2) إذ لكل محصول حد معين من الدرجات الحرارة لنمو البذور يتراوح الحد الأدنى لدرجة الحرارة ما بين (10-18مْ) والحد الأعلى لدرجة الحرارة (عظمى) بين (35-40مْ) والحد المثالي لدرجة حرارة التربة (35-28مْ) .

نشر المقال