⇐عاصمه مصر ما بين الماضي والحاضر

كانت مصر ولا تزال على مر الزمان هى مركز الإشعاع والنور وقاعدة للتطور والتقدم والرقى الإنسانى والحضارى، حتى و إن تعثرت فى مسيرتها الحضارية فى حقب عديدة من محطات الزمان، ومن المنتظر فى القريب العاجل والأجل أن تبدأ مصر من جديد الانطلاقة الكبرى نحو النهضة العظمى المنشودة، فقد شيدت مصر عبر تاريخها عواصم عديده لبناء نهضتها وحضارتها التاريخية و بلغ عدد عواصم مصر حتى الان نحو 22 عاصمة منذ عهد مينا موحد القطرين وحتى عهد الفاطميين، حيث قام الخليفة المعز لدين الله الفاطمى بإنشاء مدينة القاهرة لتكون عاصمة للخلافة الفاطمية فأمر جوهر الصقلى ببناء مدينه القاهره  وقام بالاشراف ع بنائها وظلت عاصمة لمصر حتى الآن، ومن عواصم مصر قبل الميلاد هى “تنس” المنزلة بالدقهلية الحالية و”منف  أو ممفيس” – ميت رهينة بالبدريشين بالجيزة الحالية، و”طيبة” الأقصر الحالية و “هيركليوبوليس”  إهناسيا بمحافظة بنى سويف الحالية، و”خاسوت” سخا الحالية، و”أواريس”  زوان الحالية، و”أخيتاتون” تل العمارنة الحالية، و”برمعسيس”  بمنطقة قنطير قرب محافظة الشرقية الحالية، و”تانيس  وسايس”  صان الحجر الحالية بالشرقية، و”بوباستيس”  تل بسطة الحالية بالشرقية، ومنديس تل الربع بالمنصورة الحالية، وسبينيتوس سمنود بالغربية الحالية، والإسكندرية 332 ق.م، وكانت عواصم مصر الحضارية بعد الميلاد وهى  الإسكندرية  حتى 641 م،  و العسكر  القطائع قلعة الكبش بمحافظة القاهرة حالياً، والفسطاط  حى زين العابدين زينهم حالياً حتى   969م، والقاهرة من  969 م  حتى  الآن، وحالياً فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى  يتم تنفيذ وبناء العاصمة الإدارية الجديدة لتكون عاصمه لمصر تبدأ منها رحله الانطلاق نحو المستقبل لتحاكى جميع عواصم العالم التكنولوجى والمعاصر فى التخطيط والإنشاء والامتداد الرأسى والأفقى والعمرانى, و تقع على طريق العين السخنة وعن السويس وتبعد عن مناطق وسط القاهرة بحوالى 60 كم .

يصف المسؤولون هذه العاصمة الجديدة، التي لم يُطلق عليها أي اسم بعد، بأجمل وأقوى الصفات ويُظهرون انبهاراً من مدى جودة الخدمات التي سوف تقدمها مستقبلاً. ستكون هذه المدينة متطورة تقنياً بشكل كبير، وسيُبنى فيها أطول برج في إفريقيا كلها، بالإضافة لبناء أكبر مئذنة جامع وأكبر برج كنيسة في مصر أيضاً و ستضم لعاصمة الإدارية مقرات البرلمان والرئاسة والوزارات والسفارات ومجمعات سكنية وخدمية وتمثّل العاصمة الإدارية الجديدة منطقة تطوير عقاري واعدة، بدأ التخطيط لها منذ سنة 2015، على أرض بحجم دوله سنغافورة تبلغ مساحتها 700 كيلومتر مربع. وتستوعب في مرحلتها الأولى 7 ملايين شخص، ومن المتوقع أن يصل تعداد سكانها إلى 40 مليون نسمة في سنة 2050 , و صُممت العاصمه باعتبارها مدينة خضراء يبلغ نصيب ساكنها 15 متراً مربعاً من المساحات الخضراء والفراغات المفتوحة. وهي أيضاً مدينة مستدامة تعتمد على النموذج الدائري في معالجة مياه الصرف الصحي وتدوير النفايات، إلى جانب مراعاة الكفاءة في الطاقة واستخدام 70 في المائة من أسطح المباني لوحدات الطاقة الشمسية ولا شك أن إنشاء مشروع العاصمة الإدارية، الذى يعد حلم مصر المستقبل له أهداف عديدة تسعى الدولة لتحقيقها، وتتمثل فى 7 أهداف رئيسية وهى:-

–  مدينة خضراء يصل نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15 م2/فرد .

–  مدينة مستدامة تُستخدم بها محددات الاستدامة فى الطاقة وتدوير المخلفات، ويتم تغطية 70 % من أسطح مبانيها بوحدات الطاقة الشمسية.

–  مدينة للمشاة ويُراعى بها تواصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات حيث سيتم تخصيص 40 % من شبكة الطرق بها للمشاة والدراجات.

– مدينة للسكن والحياة بمعنى أن تتضمن 35 % إسكان عالى الكثافة، و50 % إسكان متوسط الكثافة، و15 % إسكان منخفض الكثافة، حيث إن 30 % من مساحة المدينة مخصص للسكن والحياة.

– مدينة ذكية تُقدم جميع خدماتها إلكترونيا، كما تُغطى المدينة بشبكة المعلومات العالمية.

– مدينة للأعمال وتُعد مركزاً للمال والأعمال يخدم إقليم القاهرة الكبرى، وإقليم قناة السويس.

⇐الفائدة التي تقع علي مصر من انشاء عاصمة جديدة :

 أولاً إنشاء وجهة حضارية جديدة لمصر أمام العالم كله، وذلك بعدما سيطرت العشوائية وسوء التخطيط وعدم الالتزام بمعايير البناء المدن القائمة ومنها القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى فتح متنفس ورئة جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية بمدن مخططة وفقاً للمعايير العالمية تراعي جودة الحياة للمواطنين،

ثانياً المحافظة على القيمة العقارية، حيث تسبب المخالفات في المدن الحالية في خفض قيمة عائد الاستثمار العقاري بها في المقابل ارتفع العائد بالمدن الجديدة بسبب تميزها بالتنظيم والطابع الحضاري وهو ما ينعكس على حياة سكانها.

 

ثالثا من الناحيه السياحيه يكفي أن يجرب سائح زيارة مصر، فمنذ وصوله إلى مطار القاهرة حتى السكن بأحد الفنادق وزيارة المعالم السياحية، يواجه معاناة بسبب العشوائية التي ضربت القاهرة، وزحام مروري كثيف بسبب الوحدات المخالفة، في المقابل فأنه إذا وصل من مطار العاصمة الإدارية الجديد، سيجد مطار جيد وطرق على مستوى عالمي، ومباني حضارية تراعي جودة الحياة للمواطن”.

 

من الناحيه العقاريه, زيادة العائد من الاستثمار العقاري، عن طريق  صفقات البيع والشراء ففى مختلف الدول حول العالم يصل فيها سعر المتر العقاري إلى 10 آلاف يورو، ولم نصل إلى هذا السعر في أي وجهة بالمدن القائمة الحالية بسبب العشوائية وفساد المحليات التي تسبب في بناء عقارات مخالفة وتغيير النشاط وعدم التخطيط الجيد فضلا عن عدم تشغيل الجراجات، وهو ما أدى إلى انهيار سعر العقار في مصر مقارنة بدول أخرى.

 

وحول تأثير بناء العاصمة الإدارية اقتصادياً،  إن العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المشروعات القومية الكبرى حققت العديد من العوائد الاقتصادية، أهمها استيعاب تشغيل الخريجين الجدد والعمالة الغير منتظمه، كما ساهمت في تنشيط شركات المقاولات والاستشارات العقارية، وكذلك الصناعات المرتبطة بمواد البناء مثل الطوب والأسمنت والحديد، فبدلاً من اتجاه هذه الشركات إلى تسريح العمالة بعد انخفاض المشروعات في أعقاب الثورات التي مرت بها مصر، توسعت منذ فترة في تشغيل عمالة، وزيادة استثماراتها.

 

نشر المقال