صوره تحتوى على يد تحمل زرعه

سُبل وقاية النبات لتحقيق الزراعه المستدامة

اوصت ورشة العمل التي أقامها معهد بحوث وقاية النباتات بوزارة الزراعة، بالعديد من التوصيات التي من شأنها تطوير مجال وقاية النباتات الذي يعد أحد الركائز الهامة التي يقوم عليها القطاع الزراعي في مصر , ويأتي ذلك من أجل اتخاذ خطوات حاسمة وملزمة لمجابهة الممارسات الزراعية غير المستدامة وأزمات المناخ  للانتقال إلى مرحلة جديدة قوامها الاستدامة ومواجهة التحديات والتعريف بالطرق الإبتكارية الجديدة و الآمنة  لمكافحة الآفات وتحجيم  الاستخدام غير المرشد للمبيدات الكيميائية مع الأخذ في الاعتبار سهولة تطبيق تلك الطرق وانخفاض تكلفتها وزيادة الإنتاج مما يعزز ضمان الأمن الغذائي.

وأوصت ورشة العمل التي عقدت تحت عنوان «دور وقاية النباتات في التنمية الزراعية المستدامة» بالتالي:

1-تطوير التكنولوجيا الزراعية لتقليل استخدام المبيدات واستهلاك المياه من خلال استخدام بشابير ووحدات تجزئة متطورة متعددة الطاقات. 

2-استخدام الملقحات البديلة ومردودها الإيجابي علي الزراعة والمزارع  بما يعزز الأمن الغذائي.

3-الاهتمام بزيادة زراعة المحاصيل الزيتية والخضر والنباتات الطبية والعطرية التي تساعد على زيادة الأعداء الحيوية والحشرات النافعة والملقحات وتقليل الإصابة بالآفات.

4-المحافظة علي التنوع البيولوجي في البيئة حيث أهم ركائزها حماية البيئة من الملوثات.

5-استخدام التكنولوجيا الناشئة  في المكافحة البيولوجية للآفات و تطبيق رش الطفيليات و المفترسات باستخدام طائرات بدون طيار والتطبيقات العلمية الواعدة في هذا المجال.

6-تهيئة جميع الوسائل للمكافحة البيولوجية واستخدام البدائل الآمنة مثل استخدام الأشعة فوق البنفسيجية وغيرها.

7-التنوع النباتي بتحميل بعض النباتات الطبية والعطرية علي المحاصيل والتي لها بالغ الأثر في خفض تعداد الآفات و مردود اقتصادي للمزارع عوضا عن الزراعة للنبات الأحادي في الرقعة.

8-منع الري بمياه المصارف إلا بعد معالجتها معالجة ثنائية على الأقل لتفادى التلوث بالمعادن الثقيلة في الأراضي الزراعية.

9-الرصد والتقصي  بهدف الاكتشاف المبكر للآفات العابرة للحدود مع التدريب على استخدام تكنولوجيا رصد الآفات الزراعية الغازية .

10-إحداث تنمية بشرية للمرأة الريفية لتحسين أوضاعها وجعلها مؤهلة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

11-استغلال مخلفات المحاصيل بما يخلق فرص عمل وصناعات بالريف المصري.

12-تحسين السلالات للحصول على سلالة ذات صفات وراثية جيدة وعمل برامج تربية وانتخاب للوصول إلى هجن مصرية .

— كما ان هناك العديد من الطرق لوقاية النبات ومن اهمها الطرق الزراعية والبيولوجية والكيماوية سنذكرها تباعا —

اولا : الطرق الزراعية 

وتعتبر الطرق الزراعية من الوسائل الهامة لمكافحة الأمراض النباتية اللتى تهدف لإبادة الطفيليات الممرضة للنبات تحت ظروف الحقل، ويتم تطبيق الطرق الزراعية بوسائل عديدة .

ومن أهم الطرق الزراعيه ما يأتي:

1- إتباع دورة زراعية مناسبة:

يعتبر تكرار زراعة أى محصول باستمرار في منطقة معينة أحد أهم العوامل المناسبة لزيادة وإنتشار المرض في هذه المنطقة، حيث يزداد تبعاً لذلك تركيز الطفيل في هذه المنطقة سنة بعد الأخرى حتى يصبح شديد الضرر على النبات. ويراعى في تصميم الدورة الزراعية أن تكون المحاصيل المتعاقبة غير قابلة للإصابة بنفس الأمراض حيث تساعد هذه الطريقة في الحد من إنتشار مسببات الأمراض التى لا يمكنها أن تعيش في غياب عوائلها لفترة طويلة.

2- إختيار الأرض المناسبة للمحصول:

حيث يتم تجنب الزراعة في الأرض رديئة الصرف أو الضعيفة أو القلوية أو المالحة والتى لا يتناسب الزراعة فيها بمحاصيل معينة لا تجود فيه ، وكما يحدث سنويا في مصر في حالة إختيار آراضى خالية من مسبب العفن البنى في البطاطس.

3- إتخاذ الإحتياطات اللازمة عند جمع المحصول ونقله وتخزينه:

ومن أهم هذه الإحتياطات تجنب إحداث الجروح أو الخدوش في الثمار لأنها تسهل دخول الطفيليات المسببة للأمراض.

4- إتباع طرق ومواعيد الزراعة المناسبة:

حيث يمكن عن طريق ذلك تقليل فرصة حدوث الإصابة للنبات أو العمل على هروبه من الإصابة والأمثلة على ذلك كثيرة ، فالزراعة البدار أو السطحية للقمح تقلل من إصابته بأعفان الجذور، والزراعة بطريقة المضرب والرمل وعلى الجهة القبلية للريشة تمكن نباتات القطن من الهروب من الإصابة بخناق القطن.

5- الإعتدال في الرى وتنظيمه حسب إحتياجات المحصول:

لأن زيادة الرى عن حاجة النبات يعمل على إضعاف المجموع الجذرى للنباتات ويعرضها للإصابة بالأمراض، كما أن إرتفاع رطوبة التربة يلائم نمو الكثير من الكائنات الممرضة للنبات.

6- التسميد الملائم من حيث نوع السماد وكميته:

فالتسميد الزائد بالأسمدة الآزوتية يزيد من النمو الخضرى ويقلل من سمك طبقة الكيوتيكل في النبات مما يجعل النباتات أكثر قابلية للإصابة بالأمراض. بينما التسميد البوتاسى والفوسفورى يجعل النباتات أكثر مقاومة للأمراض.

7- إزالة وحرق وإبادة الحشائش:

حيث تأوى الحشائش الكثير من المسببات المرضية وتعتبر عوائل متبادلة لها كما أنها تنافس المحصول في غذائه وتعمل على إضعافه وإصابته بالأمراض المختلفة.

8- إزالة العائل والطفيل:

تعتبر عملية إزالة العائل المصاب والطفيل في نفس الوقت من الطرق الزراعية الهامة للتخلص من المرض بكفاءة   وقد إستخدمت هذه الطريقة بنجاح في مقاومة مرض تقرح الموالح وتتبع هذه الطريقة أيضا مع بعض الأمراض الفيروسية مثل مرض تورد القمة في الموز حيث يجري اقتلاع النباتات المصابة وحرقها للتخلص من المرض.

9- إتباع العمليات الزراعية السليمة:

فإجراء العزيق على فترات منتظمة والحرث الجيد العميق يؤدي إلي إزالة الحشائش والتي تعتبر مأوي لكثير من الطفيليات الممرضة للنبات. يساعد الحرث العميق على تهوية التربة وتعريضها لأشعة الشمس والتي تسبب موت بعض الطفيليات.

10- التشميس:

ويتم بتغطية التربة بشرائح البولي إثيلين البلاستيكية لمدة أسبوعين أو أكثر مما يعرض التربة لأشعة الشمس القوية ذات التأثير الضار على الكائنات الحية الدقيقة بالتربة وتسبب موتها نتيجة إرتفاع درجة حرارة التربة عن 50 درجة مئوية. وتستخدم هذه الطريقة في مقاومة مرض ذبول الطماطم.

11- تغيير درجة حموضة التربة:

يعتبر تغيير درجة حموضة التربة من الوسائل الزراعية الهامة لقتل أو منع نشاط بعض المسببات المرضية. وقد أستخدمت هذه الطريقة بنجاح في مقاومة مرض الجرب العادي في البطاطس حيث أضيف الكبريت الزراعى للتربة الملوثة بالمسبب المرضى مما أدى إلى تقليل حموضة التربة للدرجة التى لا تسمح للمسبب المرضى بالنمو والنشاط وبالتالى تمت مقاومة المرض.

12- زراعة النباتات الصائدة:

وهى عبارة عن نباتات غير عائلة وغير قابلة للإصابة بالطفيل ولكنها تسبب إجهاض القدرة المرضية للطفيل ويتم ذلك بتنشيط جراثيم الفطريات ودفعها للإنبات في غياب عائلها فتموت.. ومن الأمثلة على ذلك إستخدام الكتان كنبات صائد لهالوك الطماطم والتبغ.

13- غمر التربة بالماء:

يؤدى غمر التربة بالماء لعدة أسابيع إلى موت الكثير من المسببات المرضية في التربة. وقد أمكن بهذه الطريقة إبادة الفطر المسبب لمرض الذبول في الموز  .

14- التدابير والإجراءات الصحية:

تهدف التدابير والإجراءات الصحية إلى الحد وإبادة المسببات المرضية المختلفة ويتم ذلك بإتخاذ الكثير من التدابير الهامة.

ومن أهمها ما يلى :

  1.  التخلص من الأجزاء النباتية المصابة أو النبات المصاب كاملا أو البقايا المحصولية والقضاء عليها يكون ضروريا في كثير من الأحيان للقضاء على المسببات المرضية.

  2.  إزالة وإبادة العوائل المتبادلة من التدابير الهامة كما يحدث في إزالة عوائل الباربرى العائل الثانى لصدأ الساق في القمح.

  3.  كما تعتبر معالجة الجروح الناتجة عن التقليم أو الكسور أو التقرحات على الساق من العمليات الهامة في مقاومة الكثير من الأمراض.

  4.   تجنب إستعمال السماد البلدي الملوث الذى قد يحمل وينشر مسببات الأمراض التى لها القدرة على الكمون في التربة كما هو متبع الآن في عدم نقل التربة الزراعية والسماد البلدى إلى الآراضى الزراعية المستصلحة حديثا حتى لا تنتقل إليها العدوى بالكثير من مسببات الأمراض.

  5.  إنتخاب تقاوى خالية من المسببات المرضية وإستعمال تقاوى  معتمدة بشهادة رسمية تفيد خلوها من مسببات الأمراض من أهم التدابير الصحية التى تستخدم لمقاومة أمراض النباتات

  6. غسيل الأيدي بالماء والصابون وتطهير أدوات التقليم بالديتول أوالبيتادين وعدم التدخين قبل أو أثناء القيام بعمليات التقليم والربط لنباتات الطماطم  في الزراعة المحمية يمنع الإصابة بفيروس تبرقش الطماطم.

15- الزراعة بالأصناف المقاومة:

تربية أصناف مقاومة للأمراض من الطرق المفضلة لدي المزارعون ، حيث أنها توفر تكاليف المقاومة الكيماوية. وقد أمكن بهذه الطريقة حل الكثير من المشكلات التى كانت تواجه الإنتاج الزراعى والتى كانت تتمثل في إنكسار الكثير من الأنواع والأصناف النباتية أمام الكثير من المسببات المرضية. وقد أمكن بهذه الطريقة إنتاج أصناف قمح جديدة مقاومة لصدأ الساق والصدأ الأصفر والصدأ البرتقالى وكذلك إنتاج أصناف من القطن مقاومة للذبول وأصناف ذرة مقاومة للتفحم العادى وأصناف قمح مقاومة للتفحم وأصناف طماطم وبطاطس مقاومة للفحات والأمثلة كثيرة في هذا السياق.

ثانيا : الطرق البيولوجية 

تعتمد طرق المقاومة البيولوجية على استخدام بعض الأحياء الدقيقة في الطبيعة لتقوم بفعل مضاد لنمو الطفيليات الممرضة وخاصة تلك التي تعيش مسبباتها في التربة بغرض التخلص من تلك الكائنات أو تقليل تاثيرها الضار ومثال ذلك:

1- استخدام فطريات التضاد:
حيث وجد أن بعض الفطريات يمكنها التطفل على فطريات أخرى ممرضة للنبات

2- استخدام بكتيريا التضاد:
فقد وجد أن إضافة معلق من بكتيريا باسيلس سبتلس Bacillus subtilis إلى التربة أدى إلى مقاومة ناجحة لعديد من الأمراض. وهناك أيضا أنواعا من البكتيريا أمكن استخدامها بنجاح في مقاومة النيماتودا الممرضة للنبات خاصة نيماتودا تعقد الجذور

3- استخدام الفيروس البكتيرى (البكتيريوفاج):
وهذا يمكنه التطفل على كثير من أنواع البكتيريا الممرضة للنبات وهذا النوع من المقاومة البيولوجية يبشر بمستقبل طيب في مقاومة الكثير من المسببات البكتيرية الممرضة.

4- إستخدام الفطريات في مقاومة النيماتودا:
هناك بعض الفطريات الغير ممرضة للنبات والقاطنة في التربة يمكنها إصطياد ديدان النيماتودا وافتراسها

5- تغيير ظروف التربة لتكون أكثر ملاءمة للنبات وأقل ملاءمة للكائنات الممرضة:
ويتم ذلك بتغيير درجة حموضة التربة من خلال إضافة المادة العضوية التى تزيد من نشاط الفطريات المترممة المحللة للسيليلوز فتقلل بالتالى من نمو فطر الريزوكتونيا الذى يصيب كثير من المحاصيل.

ثالثا : الطرق الكيماوية 

 حيث تحتل المقاومة بالطرق الكيميائية مركز الصدارة بين طرق المقاومة المختلفة وذلك لسرعة تأثيرها وبقاء فاعليتها لفترة طويلة ولسهولة تنفيذها. وتتم المقاومة الكيماوية باستخدام المركبات الكيميائية التي يمكنها أن تقلل أو تقتل أو تمنع نمو وتجرثم الطفيليات الممرضة للنبات، وتسمى المركبات الكيماوية المؤثرة على الطفيليات الممرضة للنبات بالمطهرات الكيماوية أو المبيدات الكيماوية.

بعض المركبات الكيماوية المستخدمة في مقاومة االأمراض النباتية ومسبباتها:
1- مركبات الكبريت:
هناك كثير من صور الكبريت التى تستخدم في برامج مكافحة الأمراض النباتية بنجاح تعفيرا على الأسطح النباتية أو في معاملة التقاوى والبذور مثل الكبريت المطحون أو رشا على النباتات مثل  الكبريت الميكرونى والكبريت القابل للبلل وغروى الكبريت ومركبات الكبريت العضوية التابعة لمجموعة الكرباميت مثل دياثين – م 45  وزينيب وغيرها ومركبات الجير والكبريت والكابتان والتى تستخدم للوقاية من أمراض البياض الدقيقى والزغبى ومعاملة التقاوى والبذور.

2- المركبات النحاسية :
هناك الكثير من المركبات النحاسية التى تستخدم كمبيدات لمكافحة الكثير من مسببات الأمراض النباتية والوقاية منها،  فهناك المركبات المحتوية على النحاس والجير مثل مخلوط بوردو الذى كان يستخدم في العقود السابقة رشا على النباتات للوقاية من كثير من الأمراض مثل أمراض البياض الزغبى واللفحة المبكرة والمتأخرة في البطاطس والطماطم والتبقع البنى في الفول وغيرها من الأمراض الأخرى، وكذلك عجينة بوردو التى تستخدم حتى الآن بنجاح في علاج مرض تصمغ الموالح الفطرى. وهناك أيضا مركبات نحاسية خالية من الجير مثل مركبات أوكسى كلورو النحاس وهيدروكسيد النحاس اللذان يستخدمان بنجاح في برامج مكافحة الكثير من الأمراض النباتية الفطرية والبكتيرية مثل  أمراض البياض الزغبى وأمراض اللفحة في البطاطس والطماطم وتجعد أوراق الخوخ وأمراض اللفحة البكتيرية.

3- المطهرات الفطرية الجهازية:
هناك كثير من المجموعات الكيماوية ذات التأثير الجهازي على المسببات المرضية وتسمى بالمعالجات الكيماوية لقدرتها على الوصول إلى الكائنات الممرضة داخل النبات والقضاء عليها وتوفير الحماية للنبات من الإصابة الجديدة.

4- المضادات الحيوية:
المضادات الحيوية عبارة عن مركبات كيماوية تفرزها الكائنات الحية مثل البكتيريا والفطريات والأكتينوميسيتات وبعض النباتات الراقية وهى ذات تأثير سام ضد الكثير من المسببات المرضية الأخرى..

5- الغازات والمدخنات الكيماوية:
تستخدم تلك الغازات والمدخنات الكيماوية في تطهير وتعقيم التربة، ومنها غاز الفورمالدهيد ويوجد تجاريا في صورة محلول الفورمالين 40% ويستخدم المحلول المخفف منه في تطهير التربة في الصوب الزراعية والمساحات الصغيرة والمخازن والآلات الزراعية والأصص. وهناك أيضا مركب برومور الميثايل وهو غاز سائل عديم اللون والرائحة أثقل من الهواء ويمتاز بشدة تأثيره ونفاذيته العالية .

 6- المركبات المستخدمة في مكافحة النيماتودا:
ومنها مركبات جهازية وأخرى غير جهازية والتى تستخدم في القضاء على النيماتودا الموجودة بالتربة االمسببة لأمراض تعقد الجذور في كثير من محاصيل الخضر والفاكهة وكذلك مرض تثألل الحبوب في القمح.

نشر المقال