مشروع تسمين الدواجن .. استعد للمغامرة !

مشروع تسمين الدواجن  يشغل بال الكثيرين , فمنذ شهر رمضان الماضي 2020 وصناعة الدواجن تحقق خسائر ، وجميع حلقات صناعة الدواجن من أكبر المستثمرين، وحتى أصغر المربين في خسارة ، سواء منتجي الأعلاف، الكتاكيت، البياض، التسمين وذلك لارتفاع أسعار خامات الأعلاف، وبالتالي ارتفاع أسعار الأعلاف ، وارتفاع أسعار الأدوية، التحصينات، ارتفاع تكاليف التشغيل من الكهرباء، التدفئة، التبريد، العمالة.

ناهيك عن الأمراض الفيروسية، البكتيرية، الفطرية، والفسيولوجية، والعوامل التي قد تؤدي لفشل الدورة، ونفوق عدد كبير من دجاج التسمين، تزامنا مع انخفاض سعر البيع من اللحم الحي، وحتمية الحاجة لحلقة الوساطة والسماسرة عند تسويق الإنتاج، والتي تؤثر علي أرباح المربي أو المنتج، وتعتبر عبئا وتكلفة مضافة أيضا .

عوامل تؤثر على دراسة جدوى مشروع تسمين الدواجن

  • بلغت أسعار الكتاكيت البيضاء ، ما بين 6 جنيهات إلى 8.5 جنيه، في الشركات الكبرى، شركة الوطنية 8.5 جنيه، العناني 7.5 جنيه، مصر العربية 8.5 جنيه، القاهرة للدواجن 6 جنيهات، سعر بيع شركة الوادي للدواجن 6.75 جنيه بدلا من 9 جنيهات، التي مازالت تحافظ على أسعار بيع بداية الأسبوع، وبذلك يمكن اعتبار متوسط السعر للكتكوت الجيد 7.5 جنيهات.

  • متوسط سعر طن العلف هو 8500 جنيه.

  • سعر الكيلو من اللحم السعر المعلن من البورصة 23 جنيه، وسعر التنفيذ 20.5 أو 21 جنيه _ من الممكن أن يصل ل25 مع ارتفاع أسعار الأعلاف الجنوني.

وسنتحدث تفصيليا عن مشروع تسمين لعدد 5000 طائرا من الدجاج الأبيض (روص، كب، هبرد)  :-

متطلبات مشروع تسمين الدواجن

1- مساحة العنبر:- 500 م2 عنبر مفتوح، أو 350 م2 عنبر مغلق.

2 – عدد الدورات:- 5- 6 دورة في المتوسط مع وجود فاصل كافي للتطهير والتعقيم بين الدورات أجدى اقتصاديا من الإنتاج بكثافة ل7 دورات في السنة.

3 – معدل النافق:- 10 % و عادة تحسب على 10 % نافق كمتوسط.

4 – معدل التحويل:- 1.8_ 2 كجم علف تحول إلى 1 كجم لحم في المتوسط.

5 – الوزن عند البيع:- 2 كجم في المتوسط.

6 – متوسط كمية الأعلاف المستخدمة:- متوسط 3.5_ 4 كجم علف (البادي ، النامي ، الناهي ) للطائر الواحد.

_سيتم الحساب علي أساس 4 كجم، نظرا لاحتمالية الهدر أو تأخر الوصول لوزن 2 كجم، وما إلي ذلك من عوامل.

طوال الدورة 5000 طائر × 4 كجم = 20 طن.

7 – التدفئة والتبريد:- باستخدام الهيتر أو السخانات في الشتاء وفي الصيف يتم التبريد باستخدام خلايا تبريد ومضخات (نظام تكييف متكامل).

8 – التهوية:- يكون العنبر المغلق مجهزا بمراوح شفط لتهوية العنبر يتم ضبطها حسب العمر ووزن اللحم وقدرة المروحة وعدد لفاتها في الدقيقة، والعنبر المفتوح يتم التهوية عن طريق الشبابيك، والمراوح العادية.

9 – متوسط مدة الدورة:- 35_ 40 يوم تقريبا.

تكاليف مشروع تسمين الدواجن

1 – سعر الكتاكيت:- 5000 طائر × 7.5 جنيه = 37.500 جنيه مصري

2 – سعر الأعلاف:- 20 طن × 8500 جنيه = 170000 جنيه مصري

3 – أدوية و مطهرات:- 2.5 جنيه للطائر خلال الدورة × 5000 طائر = 12500جنيه مصري

4 – الفرشة:- نشارة خشب أو تبن قمح  4000 جنيه مصري

5 – الكهرباء:- تكلفة 2000 جنيه مصري.

6 – مصروفات نثرية:- سولار، مياه، صيانة 4000 جنيه.

7 – العمالة:- ( 2 عمال) 6000 جنيه مصري.

إجمالي التكاليف :-

37500+170000+12500+4000+2000+4000+6000 =236000 جنيه

إيرادات لمشروع دواجن تسمين

1_ ثمن بيع الطيور 4500 طائر، بنسبة 10% نافق :- 4500 طائر × 2 كجم متوسط =90000 .

9000× 25  سعر البيع أو التنفيذ المحتمل مع ارتفاع سعر الأعلاف  = 261000جنيه.

2_ ثمن السبلة = 3000 جنيه

إجمالي الإيرادات:

261000+ 3000 = 264000جنيه مصري.

جدوي المشروع

( العائد ) = إجمالي الإيرادات _ إجمالي التكاليف

264000 – 236000= 28000جنيه مصري.

تحليل النتائج 

  • المشروع حقق مكسبا يقدر بـ 28000 جنيه مصري , ومبنيا علي احتمال ارتفاع سعر البيع والتنفيذ من 21 جنيه إلي 25 جنيه بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف إلي 8500 جنيه.

  • إذا لم يرتفع سعر البيع من 21 جنيه إلى 25 ستحقق الدورة خسارة ، بالإضافة لإيجار العنبر ونسبة إهلاك التكاليف الثابتة من سقايات وعلافات …إلخ.

  • تتحقق تلك النتائج والتي تعتبر مكسبا حتي لو كان ضئيلا فقط في حالة تحقيق المعدلات القياسية من معدل تحويل ومتوسط وزن 2 كيلو ونسبة نافق لا تتعدي ال10%، أي نجاح إدارة الدورة فنيا.

  • برغم سلبية النتائج والظروف المحيطة بها إلا أنه كما أن الأسعار يومية متغيرة، وتخضع للعرض والطلب، وتتحدد وفقا للبورصة فمن الممكن أن يرتفع سعر اللحم في أي وقت، وكذلك ينخفض سعر طن العلف، وتصل لمتوسط أوزان فوق الـ 2100 ، وبالتالي تتحقق أرباح جيدة _ فلن تكون المعطيات ضدك دائما.

  • إذن الموضوع أشبه بالمغامره فعلا برغم اعتراضي على الدخول لصناعة الدواجن بذلك المبدأ  ولكن طالما أنه حتمي فالنجاح سيكون حليفا لمن يجيد اللعب علي أساس علمي فني مقترنا بأسلوب اقتصادي، وابداع وابتكار إداري، وفني، وتسويقي.

ملحوظات عامة لنجاح المشروع

  • دراسة السوق والتخطيط بشكل جيد جدا، والعمل علي أساس كل الاحتمالات فالموضوع ليس ضربة حظ قد تصيب أو تخطئ، ولاكن لا بد من وضع خطط بديلة لكل الظروف المحتملة.

  • التفوق والربح في تلك الصناعة يتحقق بالاستمرارية طوال العام فهناك دورات ستربح وأخري ستخسر، فمن غير المعقول وضع رأس المال كله في دورة وخسارتها، ولكن العمل بطاقة تسمح بالاستمرارية طوال العام.

  • الجانب الفني من تطهير، وتعقيم، وتجهيز العنبر، وإجراءات استقبال الكتاكيت، واختيار الكتكوت الجيد، وكذلك مصدر العلف الموثوق، وبرنامج التغذية من الأعلاف والفيتامينات والأملاح المعدنية، والتحضين صيفا وشتاءً، والتحصينات في الأعمار المختلفة، والمضادات الحيوية ورافعات المناعة، وبرنامج الإضاءة، ومتابعة الأوزان، وعدم الإهدار في الأعلاف واستخدامها بدقة ودون اسراف، المعرفة بالأمراض المعوية، والتنفسية، والمناعية مثل الآي بي، والنيوكاسل، والجامبورو، والأمراض البكتيرية، والسموم الفطرية في الأعلاف، ونظام التهوية الجيد حسب العمر،  الأمن الحيوي الصارم….إلخ.

  • تطبيق تلك العوامل الفنية، والإدارية للمزرعة أصبحت في ظل ظروف السوق الحالية  لا تتحمل الخطأ، أو التجريب، أو الجهل بها، ولا بد أن تطبق بطريقة نموذجية، ولو كانت سعة العنبر 10 دجاجات فقط.

  • من المفترض أن ننتج أعلافنا ونزرع محاصيل الأعلاف وتكون إضافات الأعلاف متوفرة، وكل مزرعة تكون ملحقة بمصنع صغير أو حتي كسارة للحبوب  ومكبس ومخزن لتصنيع الأعلاف محليا وتقليل تكاليف شراء العلف الجاهز والذي يرتفع سعره حسب أسعار استيراد مستلزمات تصنيع الأعلاف، وخصوصا محاصيل الحبوب.

ولكن تصنيع الأعلاف محليا  وتركيبة الخلطات وتكوين نسبة البروتين المطلوبة لكل مرحلة عمرية سواء بادئ أونامي أوناهي هو موضوع يطول شرحه، ويحتاج لدعم من الدولة وخطط قومية للنهوض بصناعة الدواجن بشكل عام.

  • لابد وإلزاما أن يكون التفكير خارج الصندوق وابتكار أساليب تسويقية مختلفة.

نصائح في تسويق المشروع

▪︎ التوزيع المباشر علي المطاعم والمحلات وتجار التجزئة في الأسواق.

▪︎ إنشاء مطعم للدجاج المشوي وعمل أطباق مختلفة من المشوي والمظبي والمندي وعلي الفحم والكباب والشيش طاووق ..إلخ.

▪︎ شراء آلة ذبح صغيرة، وآلة تغليف وتعبئة، وثلاجة كبيرة _بسهولة يمكن شراء تلك الآلات، وإنشاء منفذ بيع في محيط القرية أو المدينة.

▪︎ الاهتمام بالتسويق الرقمي واكتساب أصدقاء وعملاء دائمين للمزرعة وتطبيق السياحة الزراعية بما لا يضر أو يخل بالأمن الحيوي لمزرعتك، وتوفير خدمة التوصيل المنزلي، مع الوقت ستجد أن المنتج يتم حجزه قبل انتاجه.

ملاحظات على  دراسة جدوى اقتصادية لمشروع دجاج تسمين

  1. لا يدخل في هذه الدراسة تكاليف إنشاء عنبر الدجاج ولا مستلزمات العنبر من المساقي، العلافات، الدفايات، نظام التبريد، ومراوح التهوية، ولكن عنبرا بمساحة 350 م2 تجهيزه لن يكون مكلفا في حالة امتلاك الأرض المقام عليها المشروع، كما أن كل الأصول سيتم استخدامها طوال العام.

  2. الدراسة على أساس السعر اليومي لكتاكيت التسمين و العلف و سعر بيع الدجاج في نفس اليوم و هذه تبعا للبورصة تختلف يوميًا.

  3. أسعار الأدوية حسب سعر السوق و تختلف من شركة لأخري.

  4. التطهير الجيد للعنبر و التزام الوسائل الصحية في التعامل وتطبيق الأمن الحيوي الصارم، يوفر جزءا كبيرا من تكاليف الأدوية، ويقلل نسبة النافق.

  5. عدم تغيير نوع العلف أثناء الدورة.

  6. يعمل صرف على الخارج في جوانب العنبر للنظافة.

  7. لابد من وجود مكان تطهير في مدخل العنبر و هذا ضروري جدا و كذلك غرفة خاصة للعلف.

  8. يفضل أن يكون في مدخل العنبر غرفة للعامل للمراقبة و ذلك في العنابر الكبيرة المغلقة.

  9. عرض العنبر لا يزيد عن 14م لضمان جودة التهوية سواء كان مغلق أو مفتوح .

  10. لا بد من توفير مولد كهربائي لتوفير الكهرباء بصفة مستمرة و هذا ضروري جدا عند إنشاء العنبر لا يقل قوته عن 15 . ولا يتم البدء في أي دورة إلا بعد وجود المولد، وتجربته بحيث يعمل تلقائيا في حالة انقطاع التيار الكهربائي الحكومي.

  11. عدم صلاحية المياه المستخدمة في الشرب للدجاج مثل ارتفاع ملوحتها أو وجود ميكروبات أو بكتريا بها سيؤدي لخسارة كبيرة.

  12. وجود سجلات للمزرعة وتسجيل النافق اليومي وكمية الأعلاف والأدوية المستخدمة وعينات الوزن وأخيرا نتائج كل دورة وتحليلاتها ومقارنة أداء الدورات، وأسباب تعثر أو نجاح دورة معينة، البحث عن بديل للأعلاف المستوردة، التجريب والخطأ، البحث العلمي.

جمع البيانات وتحليلها أشبه بوجود مركز بحثي خاص بشركتك حتى وان كانت سعتها الإنتاجية 100دجاجة، هو نواة والركن والأساس المتين لمؤسستك وتطورها , فالشركات الزراعية العالمية بدأت صغيرة وتعثرت كثيرا ولم تكبر بين يوم وليلة بل سنوات من البحث والتجريب والنجاحات والإخفاقات.

نشر المقال