مشروع زراعة المريمية بصافي ربح ٢٠ الف دولار سنويًا على اقل تقدير !!

ازدهرت وانتشرت زراعة المريمية “نبات عطري طبي دائم الخضرة”في الآونة الاخيرة لكثرة الطلب عليها وامكانية تحقيق ارباح كبيرة عند زراعتها وإنتاجها بكميات كبيرة، فبدأ من السنة الثانية للزراعة يتم حصاد المحصول مرتين وربما ٣ مرات سنويًا، من خلال زراعة المريمية على مساحة (٢.٤٧ فدان) والحصاد لمرتين فقط سنويًا يمكن إنتاج ٨٤ لتر من زيت المريمية باهظ الثمن، حيث يمكن تعبئته في زجاجات صغيرة وبيعه بحيث يصل سعر الزجاجة الـ ٢٥ مل ١٧.٥ دولار ما يساوى 275.25 جنيه مصري ، اي ايرادات تصل إلى ٥٨ ألف دولار  = 912258.80 جنية مصري (قبل خصم التكاليف) وايرادات اقل اذا تم بيع كميات كبيرة بشكل مباشر الى الشركات الصناعية وهي كثيرة، ومنها شركات صناعة العطور ومنتجات العناية الشخصية وشركات صناعة محاليل الأسنان وشركات صناعة المستحضرات الطبية وغيرها، مع العلم ان زيت المريمية معروف عالميًا ويعد من المنتجات الأساسية في تلك الصناعات. فإن كنت تبحث عن زراعة مربحة فإن زراعة المريمية قد تكون الانسب لك، واليك فيما يلي شرح مفصل لكيفية الزراعة والإنتاج لتحقيق أرباح وفيرة.

المريمية
                                                      أحد حقول المريمية

التربة المناسبة لزراعة المريمية :-

يمتاز نبات المريمية بقدرته على التأقلم في انواع التربة المختلفة، و حتى الفقيرة منها، فهو يتحمل درجات الحموضة العالية التي تتراوح من ٥.٥ الى ٨ درجات، ولكن يمكن تحقيق أفضل إنتاجية في التربة التي تقترب درجة حموضتها من ٧ درجات بشرط أن تكون جيدة التصريف. كيف تعرف درجة حموضة التربة؟ من خلال اختبار تحليل التربة في أحد المراكز الزراعية.

المناخ المناسب للزراعة :-

على الرغم من قدرة النبات على النمو في التربة الفقيرة إلا أن المناخ هو العنصر الأكثر أهمية، ولأن منشأ نبات المريمية هو جنوب شرق أوروبا فإنه يُفضل مناخ البحر المتوسط المشمش، وبلغة الأرقام فإن نبات المريمية ينمو بشكل أفضل في درجة حرارة تتراوح من ١٥ إلى ٢١ درجة مئوية، ولكنه قادر على تحمل درجات حرارة أقل قد تصل إلى ١٠ درجات تحت الصفر ولكن لمدة لا تزيد عن اسبوع والا سيموت النبات.

وعلى ما سبق، فإن نبات المريمية يمكن أن ينمو في اى من أنواع التربة سواء كان في الأراضي المستوية أو على المرتفعات والهضاب او في اي مكان اخر ولكن بشرط أن يتوافر المناخ الجيد للنبات.

طرق وكيفية زراعة المريمية :-

يمكن زراعة نبات المريمية بالاعتماد على ثلاثة طرق أساسية، نستعرضها سويًا بالتفصيل فيما يلي.

١- الزراعة بالبذور :-

يحتاج زراعة (فدانين ونصف الفدان) إلى بذور تتراوح من ٤٠٠ الى ٥٠٠ بذرة ليتم نثرها على مسافات كافية، ولكن في حالة الزراعة بالبذور فإنك مطالب بالتخلص من الأعشاب الضارة التي تنمو بين النباتات في كل أسبوع لمنع الضرر عنها، كذلك يتعين عليك خف النباتات لتصل الى عدد مناسب من النبات بحيث تكون التهوية جيدة مما يمنحها فرص أفضل للنمو.

٢- زراعة الشتلات :-

بمعنى ان تتم زراعة شتلات المريمية في اوان زراعية مخصصة ومن ثم نقلها الى الحقل المخصص للزراعة، ويراعي عند الزراعة بالشتلات أن تكون المسافة بين كل صف والآخر من ٧٠ إلى ٩٥ سم، والمسافة بين كل نبتة والأخرى في الصف من ٦٠ الى ٧٠ سم، ومن المتوقع ان تتراوح اعداد اشجار المريمية مابين ١٢ الف الى ٢٤ الف شجرة وذلك بناء على المسافات بين الصفوف والنباتات وايضًا بناء على نوعية التربة، فإن كانت تربة فقيرة فيجب زيادة أعداد النباتات للحصول على محصول جيد، وان كانت تربة جيدة فيجب التقليل من أعداد النباتات لمنحها فرصة أفضل للنمو فنحصل على اوراق اكبر وافضل.

٣- زراعة القصاصات :-

من أشجار المريمية يتم أخذ قصاصات يتراوح طولها من ١٠ الى ١٢ سم وذلك في أواخر فصل الخريف ليتم زراعتها وستبدأ تلك القصاصات في نمو جذورها لفتر من ٦ الى ٦ أشهر وبعد تلك المدة وبالتحديد في فصل الربيع يتم تخفيف الأوراق لتشجيع البراعم الصغيرة على النمو وإعطائها نكهة أقوى.

متطلبات نبات المريمية من المياه :-

يعتبر نبات المريمية من المحاصيل الجافة التي لا تتطلب وفرة في المياه، بل ذُكر إن بعض المزارعين قد حصدوا محاصيل ذات جودة عالية دون الاهتمام بعمليات الري، ولكن إذا كنت تهدف للحصاد مرتين أو ثلاث مرات في العام فإن الري من شأنه المساهمة في تشجيع النبات على النمو بشكل افضل، كما انه يساعد النباتات الصغيرة على النمو والأزهار فتضمن بذلك الحصول على محصول ممتاز في المستقبل. أما عن طرق الري التي يمكن الاعتماد عليها فإنه من الممكن الاعتماد على الري بالتنقيط أو الغمر كما يمكن الري بالرش.

عمليات التسميد :-

تحدثنا فيما سبق عن قدرة نبات المريمية على النمو في التربة الفقيرة، وذلك يعني قدرة النبات على النمو بدون تسميد، ولكن إذا اردت الحصول على محصول كثيف تربح من خلاله الكثير من الأموال فإن عملية التسميد ستحقق لك ذلك.

اما عن نوع السماد وكيفية التسميد، فإنه وفقًا لعدد من المزارعين الناجحين فإن السماد المتوازن NPK بنسبة خلط ٥:٥:٥  بكمية تصل إلى ٣٢٠ كجم تقريبًا ويمكن ان تؤدي الى زيادة كبيرة في محصول المريمية ويتم الحصاد لـ ٣ مرات سنويًا، ولكن يراعى الا تضاف الكمية كاملة لمرة واحدة، وإنما تُقسم على ٣ مرات بحيث تبدأ المرة الاولى لاضافة السماد بعد الحصاد الاول.

ملاحظة هامة :- لكل تربة متطلباتها المختلفة من التسميد، لذلك يراعى عمل تحليل للتربة و الاستعانة بمهندس زراعي لارشادك حول الكميات المناسبة من السماد.

التخلص من الأعشاب الضارة :-

تنمو الأعشاب الضارة كما تنمو المريمية وتشاركها المساحة والغذاء والهواء وأشعة الشمس وطبعًا يؤثر ذلك بالسلب على إنتاجية المحصول، وكذلك يؤثر على جودة الأوراق وجودة الزيوت المنتجة منها، لذلك يجب مكافحة تلك الحشائش وإحباط نموها لتحصل على إنتاجية مرتفعة بجودة عالية، ويمكنك اتباع استراتيجية الحصيرة السوداء للقضاء على نمو الحشائش الضارة، وهي عبارة عن حصائر سوداء يتم وضعها بين الصفوف وبين المسافات الفارغة بين النباتات لترفع من درجة حرارة التربة وتمنع نمو الأعشاب والحشائش الضارة.

الافات التي تصيب المريمية :-

حشرة المن تعد هي المهدد الرئيسي لنبات المريمية ، كذلك يمكن أن تتعفن جذور النبات في حالة رطوبة التربة، ولكي تضمن جودة المحصول وسلامته فإنه من المهم توفير بيئة صحية للنبات، فالاجواء تكون مشمسة، وأعمال الري تتم بشكل منتظم وليس على الدوام، والتربة من الضروري ان تكون جيدة التصريف، وكذلك يجب القضاء على الأعشاب الضارة “بالطريقة السالف ذكرها” حيث تجذب إليها الحشرات التي قد تصيب النبات، ايضًا يجب إزالة الأوراق الميتة، وبعد كل تلك الاحتياطات ستجد ان المحصول في افضل حال، وبالطبع يجب ان تتواصل مع مهندس زراعي خبير اذا ظهرت مشكلة جديدة.

حصاد محصول المريمية :-

يتم الحصاد الأول في نهاية فصل الربيع وبالتحديد في شهر مايو، أما الحصاد الثاني فيتم في شهر أغسطس وتكون انتاجيته اكبر من الحصاد الأول من حيث الأوراق الجافة ونسبة الزيوت التي يمكن استخراجها، ويتم الحصاد في البلدان النامية والتي بالاعتماد على مقصات يدوية، أما في الدول المتطورة فيتم الحصاد بالاعتماد على آلات خاصة.

هذا وإن أردت الحصاد لمرتين او ثلاث مرات فإنه من الضروري مراعاة عمليات التسميد بعد كل مرة حصاد والاهتمام بعمليات الري المنتظمة لتحفيز النبات على النمو بشكل أسرع مما يسرع من عملية الحصاد.

بعد حصاد أوراق المريمية يتم تجفيفها في مكان مظلل او بالاعتماد على الة تجفيف ان وجدت وذلك لتثبيط اللون والحفاظ على جودة وتركيز الزيت المتطاير.

إنتاجية محصول المريمية :-

تبلغ إنتاجية محصولين في السنة الواحدة “بدء من السنة الثانية” حوالي ٧ اطنان من أوراق المريمية ، وبالطبع اذا تم الحصاد لمرة ثالثة فقد تصل الإنتاجية في العام الواحد الى ١٠ اطنان.

الجدير بالذكر أنه من كل طن يمكن استخراج حوالي ١٢ لتر من زيت المريمية ، اي ان ٧ أطنان (على اعتبار الحصاد مرتين فقط في العام وليس ثلاث) يمكن إنتاج حوالي ٨٤ لتر من الزيت الاساس عالي الجودة وباهظ الثمن، فهذا الزيت يباع في زجاجات صغيرة يصل سعر الزجاجة بحجم ٢٥ مل إلى ١٧.٥ دولار (275.25 جنية مصري) وأكثر اي ان سعر اللتر في المعبأ في زجاجات صغيرة يصل الى ٧٠٠ دولار  (11010.02 جنية مصري) وربما أكثر. فإن كنت ترغب في اقصى الارباح فيمكنك التعبئة في زجاجات صغيرة ومن ثم بيعها الكترونيًا وإلى المتاجر والأفراد، وإن رغبت في بيع كافة الكميات بسرعة فيمكنك البيع للشركات بسعر أقل، ولكن ستحقق ارباح طائلة.

زيت المريمية
                                 زيت المريمية باهظ الثمن

ايرادات مشروع زراعة المريمية :-

إذا تمكنت إنشاء محصول ممتاز من المريمية على مساحة هكتار واحد (فدانين ونصف فدان )ونجحت في الحصاد لثلاث مرات في السنة، و قمت بالتعبئة والبيع لحسابك، فقد تحقق إيرادات تزيد عن ٧٠ ألف دولار، فلو خصمت ربع تلك الإيرادات مقابل الرعاية والتسميد وتكاليف الزجاجات والتعبئة والتسويق، فإنك قد تحقق ربح صافي يصل إلى ٥٠ ألف دولار، وإن حصدت لمرتين وحققت انتاجية اقل او قمت بالبيع للشركات فإنه على أسوأ الظروف ستحقق ما يصل إلى ٢٠ ألف دولار كصافي ربح وهو مبلغ ممتاز في العام، مع العلم ان المحصول يستمر في الإنتاج لسنوات وسنوات ما دمت تقدم له الرعاية الكافية.

ملاحظة :- إذا قررت استخراج وتعبئة زيت المريمية بنفسك لتحقيق اعلى الارباح، فمن الضروري ان تبحث عن الادوات واحدث الطرق المستخدمة لإنتاج منتج صافي تمامًا من الشوائب لبيعه بأعلى سعر.

نشر المقال