تعرف على عمليه استصلاح الاراضى الصحراويه :

يتلخص مفهوم استصلاح الأراضي في تحويل الارض الصحراوية او البور الى اراض زراعية خصبه منتجه وهذه العملية اشبه ما تكون بعملية انشاء عمارة سكنية ،و لها اسس وقواعد علمية يجب ان تبنى عليها ، وخطوات ممنهجة يجب اتباعها والا تنهار عملية الاستصلاح ، فلا يمكن بناء عمارة سكنية قبل وضع الاساس ، ولا يمكن وضع الاساس قبل الحفر  .

 ويجب توافر الاتى لبدء عملية الاستصلاح :

 

  1. قطعة ارض صالحه للاستصلاح الزراعي

  2. مصدر للمياه صالحة للري

  3.  شبكة للري

  4. مكان مظلل لحفظ وتجهيز السماد


بخلاف الانشاءات التقليدية من مخازن واماكن مبيت وحراسة وخلافه 
فاذا توافرت الارض القابلة للاستصلاح ومصدر المياه الصالحة المتجددة امكن الحصول على الانتاج الاستثماري الذي يضمن استمرار عطاء هذه الارض والاستفادة من عائدها ونبين فيما يلي  خطوات عملية الاستصلاح

اولا :

 اختيار الموقع

ويتم اختيار الموقع الافضل بناء على معايير محددة اهمها :
1. مصدر المياه المتجددة ( الجوفية )
فاستمرار تواجد المياه يضمن استمرارية عمليه الاستصلاح ، وحيث ان غالبية الاراضي المستصلحة تعتمد في الاساس على المياه الجوفية ، ولا يعرف الكثيرين حجم او مصدر المياه الجوفية وقابليتها للتجدد ، فيجب الرجوع في هذا الامر الى هيئة الاستشعار
2. توافر الايدي العاملة .
3. توافر الاسواق .

 ثانيا :

 عند  اختيار الموقع يتم بعدها حفر الابار واستخراج المياه الجوفيه تبدا عملية الاستصلاح وتتركز في النقاط التالية :

1-قياس نفاذية التربة وضبطها .

2- توفير العناصر اللازمة للتربه

3-توفير المحتوى العضوي .

4-ضبط العدد البكتيري.

5- ضبط معامل الناقلية الكهربائية.

ويجب العلم ان جميع هذه القياسات مرتبطة ببعضها ، فمعالجة اي معامل بطريقة صحيحة يؤثر في المعاملات الاخرى . ويتوقف العمل في كل ما سبق على التحليل الميكانيكي والكيميائي للتربة ، ويتم القيام به بمعمل خصوبة التربة بمديرية الزراعة مقابل 25 جم للعينة الواحدة ، او بمعمل الجامعة ، و يتوقف عدد العينات على مدى التجانس ، ففي المزارع المتجانسة التربة يكتفى بعينتين احداها من عمق 25 سم والثانية من عمق 60 سم . ويتم اخذ العينة من عينات عشوائية في حدود 15 نقطة للفدان وتخلط جيدا في وعاء ثم يؤخذ منها عينه في حدود 1 كيلوجرام للتحليل ، ويتم عمل نفس الطريقة بالنسبة للعينة العميقة . و في حالة الحقول الغير متجانسة فيتم عمل عينة لكل مساحة متجانسة على حدى .

بعد الحصول على نتيجة التحليل يبدا العمل :

الخطوة الاولى :

التسوية : وتتم باستخدام اللودر وبواسطة سائقين متخصصين بأعمال التسوية وتستهدف هذه الخطوة سهولة الخدمة ، وانتظام توزيع مياه الري تحت نظم الري المختلفة ، وتقليل الانجراف ، ورفع كفاءة مصدات الرياح ، وانتظام التهوية .

الخطوة الثانية :

الحرث العميق : ويتم اجراء عملية الحرث العميق في اتجاهين متعامدين للأراضي البور والحديثة الكلسية وذلك لعمق واحد متر وبمسافات لا تتجاوز ال 60 سم بين السلاح والاخر , والهدف من هذه الخطوة تكسير طبقات الارض مما يضمن كفاءة الصرف ، وسهولة انتشار الجذور .

الخطوة الثالثة :

 الحرث السطحي : ويتم باستخدام المحراث العادي ويحرث بعمق 45 سم وباقل مسافات ممكنة ، ويجب ان يكون الحرث في اتجاهين متعامدين عكس اتجاهات الحرث العميق .
وتستهدف تلك الخطوة تفتيح مسام الطبقة السطحية للسماح بتغلغل السماد العضوي والعناصر الغذائية التي سيتم اضافتها في الخطوة التالية  داخل الطبقة السطحية .

الخطوة الرابعة :

 ضبط المحتوى العضوي للتربة :

  1. يضاف السماد البلدي بمعدل 50م3/ف ويجب ان يكون السماد البلدي جيد الكمر ، وان يكون خليط من السماد النباتي والحيواني ، ولا يكتفي بالسماد الحيواني فقط لانخفاض نسبة الكربون العضوي والذي يمثل الغذاء الاساسي للبكتريا التي تعتبر المعيار الرئيسي لخصوبة التربة ، وفي حالة عدم توافر السماد النباتي يتم اضافة 250 كجم / ف رماد نباتي.
    2. تضاف العناصر الطبيعية بالكميات الواجبة للوصول بالعناصر الى المستوى القياسي للإنتاج طبقا لما سبق بيانه ، ويتم تقدير الكميه بواسطة متخصص في الزراعة العضوية بعد معاينه نتيجة التحليل .
    3. ويفضل خلط العناصر مع السماد البلدي ، ويتم بعد ذلك فردها بانتظام على سطح التربة ، ويمكن فرد العناصر ثم يتم بعدها فرد السماد البلدي ، ومن الافضل استخدام مقطورة فرد لضمان انتظام التوزيع .

 الخطوة الخامسة :

اعادة الحرث والتسوية بالليزر:

 بعد فرد السماد والعناصر يعاد حرث الارض بمحراث تحت التربة لعمق 45 سم في اتجاهين متعامدين لخلط السماد والعناصر بالتربة ، ويتم تسوية الارض بالليزر لضمان اقصى استفادة من مياه الري وبالتالي اقل تكلفة ري ، ويتم بعد ذلك مباشرة تقسيم الارض وانشاء البطون وجداول الري ، وغمر الارض بالماء لارتفاع 10 سم فوق سطح التربة باستخدام المركب البكتيري EM1 بمعدل 10لتر/ف ، وبعدها يتم الاستمرار في الري لمدة ثلاثة اسابيع مع اضافة  5 لتر/ ف من المركب البكتيري EM1 كل اسبوع .
في حال تبين ان الارض صودية او صودية ملحية من نتائج التحليل الكيميائي الاول ، يعاد التحليل للمرة الثانية بعد مرور الثلاثة اسابيع السابقة .

في حال ان التربة لاتزال صودية او صودية ملحية يجب ان تتم عملية غسيل التربة  قبل بدء الزراعة .

وتختلف طريقة الغسيل باختلاف نتيجة التحليل وينقسم الامر الى حالتين :
الحالة الاولى :
وجود مصدر جيد لعنصر الكالسيوم مثل كربونات الكالسيوم : وفي هذه الحالة يستخدم عنصر الكبريت للغسيل ، حيث يضاف بالكمية التي تحدد بناء على نتيجة التحليل ، وتروى الارض لمدة 10 ايام ليتفاعل الكبريت بمساعدة البكتيريا فيطرد عنصر الصوديوم ، و يتم بعدها الغمر بالماء لمستوى 10 سم فوق سطح التربة لغسيل الصوديوم .

الحالة الثانية :

في حالة الاراضي الغير غنية بالكالسيوم : ويتم غسلها بواسطة الجبس الزراعي وبنفس الطريقة السابقة .
ويجب مراعاه اعادة التحليل والعرض على مختص للتأكد من مدى كفاءة عملية الغسيل .
ومن الافضل استخدام وحدات للمغنطة على ماسورة الري لرفع  كفاءة عملية الغسيل.

الخطوة السادسة :
التسميد الاخضر : ويقصد به زراعة محصول اخضر بغرض حرثة في التربة لزيادة النشاط والعدد البكتيري وزيادة كمية العناصر القابلة للامتصاص بالطبقة السطحية من التربة ، وافضل المحاصيل في هذا الخصوص هو الشعير ، لكونة من المحاصيل الشديدة المقاومة للملوحة وظروف التربة السيئة ، وهو ما تكون عليه التربة غالبا عند بدء الاستصلاح ، وعند وصول المحصول الى مرحلة الازهار يتم عمل تحليل للعناصر في اوراق المحصول للوقوف على مدى كفاية العناصر المضافة وكفاءة عمل البكتيريا ، وعند وصول المحصول الى الطور العجيني ( وهو الطور الذي تكون الحبوب به قابلة للفرك باصابع اليد كالعجينة ) يتم تزحيف الارض بما عليها من نباتات ثم يعاد حرثها جيدا حتى يختلط النبات بالطبقة السطحية للتربة ، وتترك لمدة شهر كامل ليتحلل المحصول تماما ، مع المحافظة على نسبة الرطوبة في التربة عن طريق الرى على الحامي حتى لا يؤدي الجفاف الى موت البكتريا .

 الخطوة السابعة :
بعد مرور مدة شهر من حرث الشعير يتم زراعة الارض بمحصول البرسيم الحجازي ، ويجب معاملة البذور بالعقدين قبل الزراعة ( راجع لقاح العقدين ) ومن مميزات البرسيم الحجازي انه ذو جذر وتدي يتعمق في الارض لمسافة عشر امتار ، وهو بذلك يخلف انابيب من الدوبال تشكل شبكة رائعة للصرف الجوفي ، وايضا مخزن للمياه ، علاوة على مايقوم بتثبيته في التربة من الآزوت الجوي بواسطة بكتيريا العقد الجذرية ، كما انه من النباتات المقاومة للملوحة فيستهلك الاملاح الذائبة بما يحسن درجة خصوبة التربة .
ويتزامن مع زراعة البرسيم الحجازي جلب المواشي للمزرعة للتغذية على المحصول وانتاج الروث .

في حالة الرغبة في تحويل المزرعة لنظام الري بالرش ، يمكن اقامة الشبكة قبل زراعة البرسيم الحجازي . اما في حالة الري بالتنقيط فيؤجل انشاء الشبكة الى ما بعد المحصول .

بعد مرور عامين من زراعة البرسيم الحجازي تصبح الارض جاهزة لزراعة اي محصول آخر ، مع الاخذ في الاعتبار الظروف المناخية للمنطقة ودرجة ملوحة الماء .
وبذلك نكون قد وصلنا قمة بناء التربة الزراعية ، وتكون الارض قابلة لإنتاج محاصيل زراعية بصورة منتجه و استثمارية .

 

نشر المقال