الارز الجاف مستقبل الارز فى مصر

في الآونة الأخيرة واجه الأرز المصري العديد من المشكلات ، في البداية انتشرت ظاهره نقص المساحة المنزرعة به ، وغيرها من المشاكل مثل الري بمياه الصرف الزراعي والصرف الصحي ، مما أدى إلى تراجع جودته ، وعلى الرغم من تلك المشكلات ، ظهرت في الأفق شعاع نور و أمل جديد لحل هذه المشكلات،  حيث تم تهجين أرز جديد سمى  “بالأرز الجاف” و يتميز بتحمله نقص المياه.

الأرز الجاف

و كان الفضل لهذه التجربة الناجحة رئيس قسم الوراثة بزراعة الزقازيق الدكتور سعيد سليمان ورئيس مشروع التربية لتحمل الجفاف في الأرز، هذه التجربة أثبتت نجاح استنباط سلالات جديدة من الأرز تتحمل الجفاف وتحتاج إلى 4000 متر مكعب فقط من المياه ، و التي تعطي انتاجية تتفوق على الأصناف الحالية ، ونتجت هذه السلالات من تهجين الأصناف المقاومة للجفاف العالمية والمحلية، واستغرقت انتاجها حوالي 30 عاما ولكن لم يتم تنفيذها إلا خلال السنوات الأخيرة .

تجمع هذه التجربة بين السلالات التي تقاوم الجفاف ، وطرق الزراعة المبتكرة ، و كانت النتيجة هي انتاج نوع جديد  يتميز بانخفاض استهلاك المياه للنصف تقريبا، وكذلك زيادة إنتاجية الأرز حيث وصلت في السلالات الجديدة إلى 4 طن  للفدان الواحد ،  وتم إجراء تجارب داخل الكلية في الصوب والمزارع خلال 6 سنوات كاملة، وتأكدنا من قدرة هذه الأصناف على مقاومة الجفاف، ذلك بعد تجربته في الحقول على مستوى قطع صغيرة، ثم على مستوى قطع كبيرة عام 2010، حتى وصلت التجربة إلى زراعة فدانين فكانت النتيجة مرضيه جدا.

زيادة مساحات الأرز

ان هذه السلالات تمتاز بجودة غذائية عالية ، وجودة طهي متميزة، فيتم ري هذا النوع كل 10 أيام فقط، الجاف ليصل زراعة المحصول العام السابق إلى حوالي مليون ونصف المليون فدان وهو قرار صحيح، مما يحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز ، ومن المتوقع أن يتم زيادة الإنتاج خلال السنوات القادمة حتى يصل إلى 4 ملايين فدان من الأرز الجاف.

محصول استراتيجي

من المشاكل التي واجهها محصول الأرز المتعلقة  هي ندرة المياه ، والتي  دعت الدولة إلى خفض المساحات المزروعة بالأرز ، مما أضر بالفلاح والمستهلك معا ، ولذلك قام مركز البحوث الزراعية باستنباط أصناف جديده من الأرز مبكرة النضج وأقل استهلاكا للمياه بعد نجاح تجربتها من جانب الدكتور سعيد سليمان صاحب التجربة، ويعتبر الأرز الجاف هو أحد أصناف الأرز المستنبطة، والذي يتحمل نقص المياه ، ويوفر كمية كبيرة جدا من المياه مقارنة بالأرز العادي.

توفير المياه

ويضيف الخبير الزراعي، أن مشروع الأرز  الجاف سيوفر ربع المياه المستخدمة في  زراعة الأرز العادي، لذلك كان لابد من إتباع هذه التجربة بدلا من تخفيض مساحات الأرز ، فهو لا يحتاج للمياه  لذلك لا يتم ريه إلا عندما تتطلب الأرض لذلك ، زراعة الأرز عامة مفيدة للأراضي الزراعية، حيث إنه يحافظ على الأرض ويطهرها من الآفات ، ويغسلها من تراكم الأملاح بها، والأراضي في حاجة لعودة زراعة  الأرز كبديل للفيضانات، فلولا  ‘زراعة الأرز لبارت معظم الأراضي الزراعية ،  نظرا أن نسبة الأراضي المالحة في الفترة الأخيرة وصل إلى 47%، و  زراعة الأرز هي من تطهرها.

ترشيد المياه

ترشيد المياه أمر لابد منه، لذلك يؤكد الباحثين ضرورة تعميم تجربة زراعة الأرز الجاف ، ومنها نستطيع توفير المياه ، وكذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي للأرز مرة أخرى في مصر، ويعيد مكانة مصر عالميا مرة أخرى، كما أنها ستعمل على إعادة الأراضي لنضارتها وغسلها من الملوثات والأملاح.

التطبيق على نطاق واسع

تجربة زراعة الأرز الجاف في مصر، تعد من أهم التجارب الزراعية ، حيث إنها توفر الكثير من المياه بالنسبة للمياه المستخدمة في الأرز  ، ولكن لابد من تطبيق التجربة على نطاق واسع، حيث يؤكد الدكتور محمود أبو زيد وزير الري السابق، أنه يمكننا القول إن التجربة ناجحة إذا تم تطبيقها على مساحات كبيرة، ومن هنا نستطيع تحديد ما إذا كانت التجربة مفيدة للدولة ولابد من الاعتماد عليها، أم أنها غير مفيدة ولا فرق بينها وبين الأرز  العادي في مصر.

تحقيق الاكتفاء الذاتي

قرار زيادة مساحات الأرز أمرا كان لابد من تنفيذه، خاصه بعد ما حدث العام الماضي من قلة محصول الأرز بسبب نقص مساحات الأراضي لترشيد المياه ، فتسبب في حدوث كارثة بكل المقاييس من نقص في المحصول، وعدم الاستفادة من الأراضي التي كان زراعة الأرز عليها، نظرا أن هذه الأراضي لا تصلح لأي زراعة اخرى .

ويؤكد رئيس لجنة الزراعة أن اللجنة اجتمعت مع كل من وزير الزراعة ووزير الري ، للبحث حول زياده كمية الأرز المزروعة في مصر، و تم اتخاذ قرار بزراعة مليون و74 ألف فدان من محصول الأرز ، لسد احتياجات الدولة، ثم يتم تصدير المتبقي للخارج، وبذلك تعود مصر لمكانتها العالمية ، وتحقق الاكتفاء الذاتي ، كما أن زراعة أصناف من الأرز الجاف تحل مشكلة المياه، ومن هنا نحقق إنتاجية كافية من الأرز ولا يتم استخدام  المياه بشكل زائد عن الحد  لأنه يتحمل الجفاف.

 

نشر المقال